وأنا أجمع الذكريات في كتاب

وأنا أجمع الذكريات في كتاب

27 مايو 2020
(أنطونيو اسْبانيوُولو)
+ الخط -

أساطير

بينما كنتِ، بصرامة، تَشبكين خطوات "التارانتيلا"
في خضم الندم على حفلٍ موعود
أنا كنت أمحو الخيالات
مطارداً اكفهرار القمر،
في أسرع رحم
كان هناك طَنين عجائب
ما وراء لعبة الحلم.
ثم الغصّة في تدابير لم تُحلّ
كانت تقطر عواطف
شاخت مثلنا كهمسات أساطير.


■ ■ ■


منحنيات

تزيلين الحُجرات من بين سواد المرايا
ومصفاة سنواتي المتقهقرة،
بين بطاقات تاروت ومخمل
تُمزق القزحية في ارتياب
لكآبة غريبة تأكلني.
على الجدران لا تزال هناك زقزقة
ساقيك الرخاميتين، تدفق حميم
لعمى صخرة أردواز،
تحلّ دون أن تدرك أنها تسحر
إشعاعات نور، في كلمات لاهثة.
دفنتُ معك كل هزّة،
توقفت المشاريع المذهلة،
تلك التي كنتُ أسعى لسنوات لبعثها
ندى الكواكب
خيالات المنحنيات الناعمة.


■ ■ ■


آمال

كل شيء يبدو خاملاً في لحظة:
تتابعٌ مؤقت للذكريات،
لمواسم ربيع غاضبة،
عندما كنت في نعومة انعدام ثقتك
تُموّهين الوقت لتمزيق
صدري.
لون الغصن كان ملجأ الأيام،
اللعبة كانت إلحاح الجسد.
في مساحة التناقضات ثمة الآن وسادة
فيها ندم على ما يعوّض والركبتان
تهددان همهمة غيابك المحمومة.
لم تعد هذه هي الغرفة المحفورة في الذاكرة،
جرداء، يجتاحها الصمت،
بعد إيماءة منّي
استدعت آمالا لا لزوم لها.


■ ■ ■


إشارة

إشارة غير مرئية لانسحاري
تآكل يحطم كل شفافية
وخطّ بعد خطّ يحرق كل لغة.
صوتك كان يحكي هياجاً وعجائب
لشعري الأبيض، في الأماكن المخملية
لإطراءات كنت أنسخها كل يوم.
محاولا التخفيف عن الأمل
ألُفُّه بألوان وتنازلات
وللرقصة كواحل رومنسية،
لغز جليّ لتلك المتاهة
تضيفينه إلى هالات الشفق.
ختم الفجر المرتعش
يُغلق انعكاسات تجاه البحر
كلّه مع ذكرى العشرين سنة،
إشارة متبقية عن مغامراتنا.


■ ■ ■


الصفحة الأخيرة

في الأيام التي تخفي وراءها شيخوخة
أرفض النظر في الرزنامة لسرقة الأفكار.
دوامة نوفمبر لم تستغرق سوى لحظة
على خدّكِ، وأنت تحكّين جلدك،
بينما كنت أنا أتصفح الصفحة الأخيرة الفارغة
التي كانت تمنع عن الرموش دعابات محتملة.
الرخام يختطفك نادما على خياراتك الأخيرة
بين ثنايا ذيل فستانٍ خدر
والسحر المسجون لأمسياتي.
شاحبة على خط الصحو التهمتِ الخُدعات
لتبديد الانعكاسات والمسافات،
أو إعادة اختراع الدم المتخثر
بين النسيم الأرجواني للمساء.
وأنا أجمع الذكريات في كتابٍ
قد يترجم الفضاء الضيق
لمأواكِ.


* Antonio Spagnuolo شاعر ومسرحي وطبيب إيطالي من مواليد 1931 بنابولي. من بين أحدث إصداراته "أناشيد الغياب" (كايروس، 2018)، "نقطة إلى السطر"، "غبار في الظل" (أوديبوس 2019). حصل على العديد من الجوائز منها جائزة "مدينة كونزا" عام 2017، وجائزة Lauro d’Oro عن مجمل أعماله. وفي عام 2019 "جائزة التميز" في روما.

** ترجمة عن الإيطالية: أمل بوشارب

المساهمون