لا أملكُ إلّا العناوين

لا أملكُ إلّا العناوين

17 مارس 2020
(أعمال نحتية لـ سمعان خوام)
+ الخط -

تزجية 1

نبدّدُ قلقنا خلف البار
نرتحل
نعيرُ صمتنا للحنجرة
نتبخّر.
في البار نغدو أليفَيْن
بعيون مشرقطة.


■ ■ ■


تزجية 2

أحزاننا التي نلوّنها بالكحول
وبالقليل من الموسيقى في الخلف
تغدو بهيّة في المساء.


■ ■ ■


وردة في الظلّ
(إلى زينب)

فمكِ السّاهرُ أعرفُه
أرميه نرداً في زاوية
حجاباً على كتفي
كي أعيش.
فمكِ السّاهرُ حظي في المكتبة
أنفي حين يلمعُ
فمي حين لا مناص منه
إلّا بالقبلة.

كانوا يرمون الحقائب
يزيّنون جباههم بالقُبل
يطفئون حبالَ السرّة بالقناديل.

الجنونُ وجهٌ آخر
لقلبي
المسافةُ وهمٌ
وهمُ الوحدة والعتمة.

قلبكِ ليسَ هنا
متروكٌ في قارورة على المنضدة
يمتطي شهوته
ينسحب مثل ابتسامة على وجهي
قلبُكِ كلمة.

أدركُ القصيدة حين أقرؤها على مسمعك
أحبُّ القصيدة بنفس امرأة.

أحبُّكِ خارج السّياق
خارج النفق.


■ ■ ■


غداً من أنا
(إلى فادي الشّمعة)

عارياً من كلَّ شيء
من نحولكَ
من حجودكَ
من رمالكَ
عارياً كأرملة
مثل الذين ماتوا سريعاً
ولم يعودوا.


■ ■ ■


مربع 16
(إلى سمعان خوّام)

إنني أخسرُ الآن قلباً في يدي
أخسرُ الدمية الشّاحبة
إنني أخسرُ ولا أدري
حماماً أو ملاكاً.
وردةً متروكةً في الرّيف
الطرقُ البعيدة
برتقالة في المتجر لا تجيبُ عن السّؤال.
أخسرُ
حزني حيرتي وظنوني.


■ ■ ■


دزينة قش
(إلى يوسف بزّي)

أنا أبي
لا أملكُ إلّا العناوين
وهذه الشّامة على الوجه.
أيّ خبرٍ ستحملُهُ الرّيحُ
إن كان عاجزين؟
أيّ ملاءةٍ لعراةِ الصّيف؟
الحقيقةُ وجهٌ تحت قنطرة.
أنا أبي
وحيداً على سكّة قطار
مسماراً مغروساً على قفا الحذاء.
أجهلُ الآتي
وأدقّق في الأشياء خلسةً
أبذرُ جسمي دودةً في الأرض
ملعقةً وفضلات وإبرة جيلاتين.

لمن هذه الجثةُ في الحلق
لا شيءَ خارج المنفضة
القنبلةُ كأنّها راحةُ يدٍ.
فلتأخذ هذه الأوراق والدّموع الشّافيات
خُذ هذا الشّبق الأجدب
خذه وسيلة للشّر ودماً للحرير.
بهذه الخفّة
يمكنُنا أن نبني عالماً
خالياً من القشور.
تحريكُ الدّماغ لم يعد ممكناً
للخيانة اليوم صورُها
لعلّه
باتَ علينا أن نُخرجَ هذه المراثي
من الحلق.

كان علينا أن نعدّ خطواتنا
قبل أن نحبّ
أن نغادر الشّارع قبل العاصفة
كان علينا أن نعدّ الحساءَ جيّداً
لكأسِ النّبيذ
أن نصمتَ دونَ ضجةٍ
أن نكونَ بشراً جيّدين قبلَ الآن.


* شاعر من لبنان

المساهمون