التاسع من آذار 2020

التاسع من آذار 2020

16 مارس 2020
ساحة في ميلانو، 15 آذار/ مارس 2020 (Getty)
+ الخط -

أودّ أن أقول لك هذا
كان لا بُدّ أن نتوقّف.
كنّا نعلم ذلك. الكل كان يشعر
بأنه كان جِدَّ محتدمٍ
اعتمالنا. بقاؤنا داخل الأشياء.
الكل خارجنا.
رَجُّ كل ساعة - جعلها تثمر.

كان لا بد أن نتوقّف
ولم نستطع.
كان علينا فعل ذلك سويّاً.
تخفيف الركض.
لكننا لم نستطع.
كانت فوق طاقة البشر
القدرة على كبحنا.

ولأن هذه
كانت هي الرغبة المشترك المكتومة
كشهوة في اللاوعي -
ربما أطاعها نوعنا
وحلّ القيود التي كانت تُبقي محصّنةً
البذرة داخلنا. وشرّع
الشقوق الأكثر سرية
على مصراعيها.
ربما لهذا السبب قفزت بعدها
أنواع - من الخفّاش إلينا.
شيء فينا أراد أن ينفغر.
ربما، لا أدري.

الآن نحن في البيت.

مدهش ما يحدث.
هناك شيء من ذهبٍ، باعتقادي، في هذا الوقت
العجيب.
ربما هناك عطايا.
شذرات ذهبٍ لنا. إذا ما ساعدنا بعضنا.
هناك نداء قوي للغاية
من نوعنا في هذه اللحظة وكنوع الآن
لا بدّ لكلّ منّا أن يرى نفسه. مصير
مشترك يبقينا هنا. كنّا نعلم ذلك. لكن ليس
جيّداً
كلُّنا أو لا أحد.

جبّارة هي الأرض. حيّة بحق.
أنا أشعر أنها تتدبّر فكرة
لا علم لنا بها.
وما يحدث؟ لنتأمّل
إن لم تكُن هي المحرّك.
إن كانت النواميس التي تسيّر جيّداً
الكون بأسره، وإن كان كل ما يحصل
أتساءل
هو التعبير الأكمل لهذه النواميس
التي تحكمنا نحن أيضاً - تماماً
كأي نجم - وأي جُسيّم في الكون.

إن كانت المادّة المظلمة هي
فعل الإبقاء على كلّ شيء مجتمِعاً في اضطرام
الحياة، مع مكنسة المنيّة التي تأتي
لتحقيق التوازن ضمن الأنواع.
تبقيها في نطاقها، في مكانها،
مُسيَّرة. لسنا نحن
من رفع السماء.

صوتٌ مهيبٌ، عاجزٌ عن الكلام
يخبرنا الآن أن نبقى في بيتنا، كأطفال
اقترفوا شقاوة، لا يدرون
ما هي،
لن يحصلوا على قُبلات، ولا
أحضان.
الجميع داخل مكبح
يعيدنا إلى الوراء، ربما
إلى بطء
السالفات السابقات، الأمّهات.

ننظر أكثر إلى السماء،
نصبغ ميتاً بالمَغْرَةِ. نصنع
لأوّل مرّة
خبزة. نتأمّل وجهاً ما.
نشدو
على مهلٍ لطفل إلى أن يغفو.
لأوّل مرّة
نشدّ بيد على يد أخرى
ونشعر بالتفاهم التام. إننا معاً.
جسدٌ واحد. كلّ نوعنا
نحمله داخلنا. وداخلنا
نحفظه.

إلى هذه المصافحة
بين كف وكف
لهذا الفعل البسيط المحظور علينا
الآن -
سنعود بإدراك أوسع.
سنكون هنا، أكثر انتباهاً، أعتقد. وبأكثر
رهافة
سنبسط راحة يدنا على مضامين الحياة.
الآن وقد عرفنا كم هو محزن
التنائي بمتر.


*Mariangela Gualtieri شاعرةٌ وكاتبةٌ مسرحية إيطالية من مواليد 1951 في تشيزينا، وتُعدّ من أبرز شعراء إيطاليا المعاصرين. أسّست رفقة تشيزاري رونكوني "مسرح فالدوكا" عام 1983. صدر لها أكثر من 16 عملاً شعرياً آخرها "عندما لم أمت" عن "دار إيناودي" في 2019. حازت أعمالها الشعرية والمسرحية صيتاً عالمياً.

** ترجمة عن الإيطالية: أمل بوشارب

المساهمون