كل ما لديّ هو حياتي

كل ما لديّ هو حياتي

03 اغسطس 2019
خالد التِّني (العربي الجديد)
+ الخط -

الجُرح اسمُه أزرق

نِصف بلدي ضائع
لا أستطيع أن أجدَه في أي مكان
كل ما هناك هو… سماء
سِيقانٌ تتدلّى في "جينز" أو غيوم
ودمٌ، نعم دم، في مياه شُربِنا.

نصف بلدي ضائع في الأخبار المسائية على كلّ أرض وبكلّ اللغات
لحظةً، أنتَ فعلاً لم تَسمعْ بَعدُ بالأمر؟
كم من الوقت بَقيَ حتى يتذكّرونا؟

نصف بلدي ضائع مَشياً على الأقدام
إننا نَزحف بكل صوت وغيمة
وكل عِرقٍ تُطاردونه.

اذهبْ فتّشْ عن جِمَالك
لا مكانَ آمنٌ.


■ ■ ■


بُكْرَهْ (غداً)

أُشاهدهم يَعودون إلى الله
"مانشتات" الأمل واليأس

فأحْرقُ الخُبز وأحرق الأَرُز وأحرق يديّ
لا يمكن أن أبتعد بنظري ما دمتُ أصلاً بعيداً.

في بعض الليالي أفُكّ القُفل
في موقِفٍ خَرَجَ من حلم

وثمة سيارات مُتباينة في انتظار أن تُقلّني
لكني دفنت أسماء الشوارع والمخارج، كل "التخريمات" التي أعرفها
في محفظة كففتُ عن استخدامها منذ عشر سنوات.

نسيتُ مجهود حَمْل أربعة أسماء
هنا طوال هذا الوقت، ضائعاً، أظل على قيد الحياة باسمين فقط.


■ ■ ■


حرية

مَطلوقةٌ هذه القصيدة كما تُطلَق النار
كما تُفقَد مائة وثماني عشرة حياة
أثناء احتجاج سلمي في الثالث من يونيو 2019
والعالم بالكاد يَرمِش.

كيف أُقدّم التعازي بلغتك؟
تَعازيَّ ليست في من فُقِد ولكن لأننا نَخطو على نفْس الأرض،
نتنفّس نفس الهواء.
تعازيّ في أن أجسادنا تُجَرجَر إلى الأنهار اليوم
ولا تُعَدّ غداً؟

يَنفطر قلبي على…
المقهى، أو بارٍ أو مركز تجاري في وسط المدينة…

كم ابتعدتَ خارجَ نفسِكَ فعلاً
من أجل غَريب؟

كيف أقول انقطاع الإنترنت
بحيث أدفعك إلى تصوُّر
أناسٍ تَختفي الآن وأنتَ في فسحة غدائك،
حيوات تتحوّل من "إنها" إلى "كانتْ"
أسرع مما تَنتقل أنتَ إلى "الجيم".

أين يسكن سلامُك يا أخي
هل يمكن لسلامي أن يزوره قريباً؟

ألا يمكننا جميعاً أن نريد نفْس الأشياء
حتى إنْ بدونا مختلفين…

يقول لي إنه جاهز للمستقبل

يوم تُحَلِّق قلوبنا

مثل ثلاثة طيور
بست أغنيات للحرية.


* شاعر سوداني يكتب باللغة الإنكليزية وينشر تحت اسم K. Eltinaé. يقيم في الأندلس حيث أصدر وحرّر في غرناطة مجلة 21 الشعرية التي كانت تصدر باللغتين الإنكليزية والإسبانية. ظهرت قصائده في مجلات شعرية عالمية عديدة، وكانت مجموعته الشعرية "ترحال" (Tirhal) هذا العام ضمن القائمة القصيرة لجائزة "برونيل العالمية للشعر الأفريقي".
** ترجمة عن الإنكليزية: يوسف رخا

المساهمون