سكين ضوء تحفر في الورقة

سكين ضوء تحفر في الورقة

04 يوليو 2019
عمل لـ ميلود لبيض
+ الخط -

من أجل نصّ

إلى محمد بنميلود، صديقي

نحتاج كلمة أولى لتنمو كالبذرة
بعدها من المبهج أن تسعفها الريّاح
بغيمةٍ
من جهةٍ ما..
ويهرع إليها صيفٌ
نختار فيه سلالم من ذهن صافٍ
ونصعد كي نقطف
الثّمرة الناضجة
وإن أمكن عصرنا النّبيذ
بين أصابعنا
لتسكر ممرّات نزهتنا المعتادة.


■ ■ ■


أمسية للشّعر في ظلِّ أشجار

إلى أصدقاء hors sujet *

كلماتٌ كبيرة
نفتحها لغةً كالمظلاّت، أمام المارّةِ..
الأشجارُ تُظلِّلُ كراسي فولاذيّة خفّت كمناطيد
للأقليّة السّعيدة
من أصدقاء الشّعر:

.................................
.................................


سُحبٌ تأتي على درّاجاتها وتظلّلُنا أكثر
حروف وفواصل بارزة ٌ..
نُركّبُ منها درّاجاتٍ أيضا،
ونتنزَّهُ
في تنبُّهٍ.


(*hors sujet نشرة شعرية 2003-2005 لشباب مغاربة، كنت أحدهم).


■ ■ ■


أصدقاء

هنا، بين أشـجار الصّنوبر مائدةٌ مُمَـدَّدَةٌ مثـل كلِّ صيف.. لن يتساءل أحـد من الأصدقاء عن غياب الآخر. ستقرأ لنا لُبنـى قصائد تشسواف مييـوش، الغابة تبدو أكثر شساعة حين نُقرِّبُ كؤوس النبيذ لنبصر من خلالها؛ لكـن عن نظرنا يغيـب مصير الأصدقاء. البعوض يمتـصُّ دم لبنـى، يُحبُّهُ لأنّـهُ أكثر حرارة. تتأفّفُ. ليكن غدا الصّقيعُ مُستأنفا هذا النّسف الكبير، وسنقلِّدُهُ بحروف كبيـرة أيضاً، قبل أن تتجمَّـد أصابعنـا في غرف منعزلة.


■ ■ ■


قراءة نصٍّ في الغابة

الهواءُ مُشبع بالرطوبة
واللّحظة كالجبن على مائدة الأصدقاء.

صافية وطريّة
لحظة الشّعر.

سكين ُضوء تحفر في الورقة
هي القصيدة ُ.

على العشب المخضرِّ ندى
وعلى الأكتافِ ظلٌّ مشعٌ لسقف صنوبر في الغروب.

خفيفين
صامتينَ
أصغينا إلى ارتعاشة ورقة شجرة بين فاصلتين
أصغينا إلى ظلِّ عنق إوزّة اللّغة الطويل في مياهِ النّص
وفي هدوء خطو مساء
ينصرفُ.


أصغينا بحواسّنا كلّها

...................................
.............................
....................

أهذا ما كان يعلِّمنا
إيّاه الشّعر؟!

أن نصغي..
وأن نصغي دائما!.


* شاعر من المغرب

المساهمون