عن كسلِ صرصورٍ يغنّي البلوز

عن كسلِ صرصورٍ يغنّي البلوز

29 مايو 2019
فخري رطروط/ فلسطين
+ الخط -

إلى ساعة غرفتي التي ترتدي ميزان حرارة لا أعبأ به

1-
الخرابُ كبيرٌ وشفرة حلاقتي صدئت.


2-
أقولُ للهواءِ دخاني
وأمتطي الرمادَ لئلا أصل.


3-
أنا الذاهبُ أدناه
أنا الآتي أعلاه
والفراغُ دمٌ يركبُ الخيلَ بينهما.

4-
لا أكرعُ المزيدَ من الهواء
أكرع
لأجل أن تنتفخ جيوبي الأنفيّة قليلاً
أتخيّل الهواءَ جسداً


5-
يعودني الحزنُ مسنّاً كشجرةِ سرو
يحاولُ ترقيعَ عمرهِ بمكياجٍ حقير
يقول للغرفة
لا.... إنّ بعض الجرادِ لا يحبُّ القمح
ولا يطير فوق الخراب.


6-
قبلَ أيّامٍ
ما كان في رأسي فقط
هو محاولة لشنقِ بعوضةٍ مزعجة
بعدَ أيامٍ
ستكون في رأسي
محاولة أخرى.


7-
صديقتي
هاي.... أنت من تتجشمين النوم هنا
حاولي لمرّةٍ
أن تحملي قماشةٍ لمسحِ سريري المكتظّ بالنعاس
لمرّةٍ حاولي
هذه الغرفة الضيّقة
آخر اتساعات الرقص.


8-
أنا لم أفتح ثقباً في الحائط
خلفه فتاة
تمارس عادتها السريّة
كلّما أنصتت لإغلاق باب الغرفة
فتاة
كلّما حاولت التفكير بأغنيةٍ جديدةٍ
تركت مكبّر صوتِ تلفونها مفتوحاً
What I'm teaching you tonight Boy, you'll never learn it in school"".


9-
هناك مدنٌ تنظّف طرقاتها بالرصاص
وغرفٌ توظّف سكانها بالتقاط حشراتها
وآلهةٌ تكره التدخين
هناك عاهراتٌ مكدّساتٌ على الرصيف
وأغانٍ مرهقة
وباراتٌ تخلو من السكواتش
لكن
ليس كسواكَ يا شيناسكي
من لا عمل له سوى الشرب والتعتعة.


* شاعر من لبنان

المساهمون