خيبة أمل

خيبة أمل

24 يناير 2019
تفصيل من عمل لـ عبد الكريم وزاني/ المغرب
+ الخط -

لاورا تركت ترَّاغونا واستقرّت في البورن*. بعد شهر، التحقت بها بيلار. وشهرين، دولوس. الشقيقات الثلاث، جئن بتحويشة العمر، وبنصف راتب أبيهنّ المتقاعد، ليبحثن عن فرصة عمل وعن عرسان.

الثلاث اقتربن من وتجاوزن الأربعين. السن التي لا بد معها من شريك، ومن طفل. كان الحظ مواتياً، فعثرت بيلار على سائح سويدي، أخذها وعاد إلى قريته وسطَ بلاده. كذلك لم يقصّر الحظ مع دولوس، فتعرّفت على مهندس من بورتوريكو، في منطقة الميناء، فطار بها إلى غواتيمالا.

لاورا كبراهنّ، وأمهنّ بعد رحيل الأم، عادت إلى أبيها، بخيبة أمل. لكنها في ترّاغونا لم تنم ليلة، دون تلك الخيبة. أبوها أحسّ، وفهم دون كلام.
عودي إلى البورن يا بنيّتي. لا أحد يعرف متى يأتيه حظّه.
ليس الآن يا أبي. ربما في المستقبل.
ولمَ المستقبل ومفتاح شقتك في جيبك؟
لا.

الأب تركها على راحتها، وذهب لينام في غرفته. لاورا قامت للمطبخ وأعدّت قدح قهوة.
الأب شمّ فوحَ الغليان، فلم يقدر على السكوت.
لاورا! ستأرقين حتى الصباح.
لم تجبه.

عادت بقدح كبير واستلقت على المنضدة ترشف وتتأمّل.
انتهى القدح، وقرّ قرارها بالعودة.
في دقائق جهّزت نفسها وقبّلت أباها وخرجت.

لاورا الآن في القطار، والليلُ يجري خلفها.
الشوارعُ. المارّة. المحلّات. الحدائق.
كل شيء، إلّا خيبة الأمل.


* حي في مدينة برشلونة
** شاعر وكاتب فلسطيني مقيم في برشلونة

المساهمون