كان الشمالُ يحلم بي

كان الشمالُ يحلم بي

07 سبتمبر 2018
(بهرام دبيري، إيران)
+ الخط -

الأثر

قردة مياه الزُّمُرد
تغرز أسنانَها في الماء
ويتحوّل الماء
إلى فخذ امرأة بيضاء
في الفم.
ينهض الأثر عن مكانه
وتبقى بقعٌ كبيرةٌ
على الأسنان.


■ ■ ■


أنا الناصرة

أنا الناصرة
مِتُّ مرتين
ارتفعت الشمس على كتفي الغربي
نائمةً على صدر امرأة هي أنا
وطفلٌ ميِّتٌ على ذراعي
أنا الناصرة، لذلك قطعت ساقيه
حتى أذهب
كان قد شتم بلسانه
فقطعتُ لسانه
وهكذا بدأت بالذهاب.

أغلق طللٌ طريقي
بجدران وهي منهارة
بدم وهو جافٌّ
هتفتُ
طلبتُ من "فيبسانيوس"
المساعدة
وكان قد تحوَّل
إلى حجرٍ وسيفٍ ورخام
إلى ألف قطعةٍ
وكان العمّال نصف الميتين
يبصقون عليه

عدتُ واتجهت شمالاً

وتحدثت إلى دائرتين متقاطعتين
نحن لم نكن قبل هذا الخط:
تعالي نعود معًا:
أنتِ منّا
قالتا.

انتقلتُ إلى جانب
أنا الناصرة:
قلتُ.

كان الشمالُ يحلم بي

بجرح على قدمها
أنا الناصرة
لذلك حملتُ الشمال وانطلقتُ

حجرٌ يعظ الماء
شربنا جرعة
وصار الحجر ألف قطعةٍ على حزن اليدين
فأعطيتُ الشمال للمياه
أينما اتجهتُ وجدت نفسي
الحدود خادعة:
قلتُ.
ها أنا الناصرة
حجرٌ سقط في الماء.


* شاعرة إيرانية من مواليد عام 1985، كما تترجم الشعر  من اللغتين التركية والفرنسية، حيث ترجمت قصائد لبول إيلوار وناظم حكمت وأورخان ولي وجاك بريفير وغيوم أبولينير وجمال ثريا وروبر ديسنوس وجورج أوجين فيت وأبير فرلان وأرمان روبين.

** ترجمة عن الفارسية: حمزة كوتي

المساهمون