الذهاب نحو شيء لم يكن

الذهاب نحو شيء لم يكن

14 سبتمبر 2018
(الشاعرة)
+ الخط -

قلق
لمَّا سألتُ شجرة الكرز إن كان الخريفُ سيُدركُني
اهتزَّتْ قليلاً وتركتْ لبعض أزهارها أن تتساقط فوقي.
ليس الشأنُ شأنَ شجرةِ الكرزِ،
الذنبُ ذنبي حينما فقط أرغبُ أنْ أرَى الربيع.


■ ■ ■


تظاهرٌ
بكلماتِ أخرياتٍ كما لو كانت كلمات شخصية
-لا أعرف شيئاً -
بأحاسيسِ أخرياتٍ كما لو كانت أحاسيسَ شخصية
-أنا لا أحسُّ شيئاً -
بلا عينين
بلا شفتين
بلا يدين
في كهف المصير
كنتُ أبكي
مثل حيوانٍ مسكينٍ يتوجعُ.


■ ■ ■


ذنْبُ أخرى
(إلى ديانامار)

هي القزحية المتلألئة
سيف الآتي المذهل
بلاغة مجردة وغامضة
لا تقول شيئاً.

يموت الهاجس في الصخرة
مع البحر
الآن هذا زمن الملاحقات
زمن اللقاءات العارضة
زمن الحالات الميتافيزيقية.

وسط الخيانات الصوفية
هي تقول إنها تبني محرقتها الخاصة.


■ ■ ■


هبة الخوف
مُنِحنا هبة الخوفِ
أغلقِ البابَ خلفكَ
استعملِ النافذة مخرجاً
قطعة مِن غيمةٍ أو مِن ظلٍ أو من لا شيء

مُنحنا هبة الخوفِ
طويلٌ هو المسيرُ عبر الصحراء
هنالك يمضي التائه المسكينُ بعكازِهِ الجهنميِّ
الوعاء البلوريّ الغريب

من سيكون حينئذ ليشفيَ غليلَ العطش؟
من سيكون ويقدرُ أن يكبحَ المياه؟
من سيكون قادراً على كتابةِ سبعين قصيدة؟
سرابٌ. لا أحد منَّا قد كان المُصطفى
لا أحد منّا تم النِّداء عليه
قبيلة الأبناء التائهين لمن لا أعرفُ.


■ ■ ■


في اشتعال
متاهة من مرايا تترنَّحُ
أرجوحَة خيلٍ جائعةٍ
وظلِّي
ظلّي الخاص
ضائعٌ
قد بدأتُ النَّارَ
نارٌ ما
لتطهير ذاتي
كل شيء قد كان عبثاً
ما كنتُهُ أنا،
قد استغرق وقتاً طويلاً الوصولُ
إلى أيِّ حفل.


■ ■ ■


نسكٌ
مثل نوفاليس
وأبعدَ من كل المصائب،
أبعد من كل فضيلة،
أغنّي للموتى.


■ ■ ■


صدفة
الكمال
نتيجة المصادفة.
تجسُّدُ إعادة بناء تاريخ مُفترضٍ
في انعكاس على زجاجٍ ما.
الشكلُ ليسَ سوى شكل،
تراكُمُ اتحاداتٍ بلا عمقٍ
تتحدَّثُ فقط،
لغة الكون.
الفكر،
ليستْ سوى فكر،
اللاجوهري.
المادة
هي أيضا أثير.
والرِّياضيات،
ببساطة
فعلٌ إيمانيٌّ


■ ■ ■


أوروبوروس
اللا جدوى في الجهد عديم الجدوى
الأبدي
تنين وشجرة الحياة
سيزيف قد استنفده التعبُ
قد التهم ذيله
ابتلعه مرة واحدة
مع كل الأشواك.
قد رأيت الصخرة تنفلقُ شظايا
الآن، ثمَّة فقط
أمطارٌ منْ كبريتٍ وترابٍ.

(أوروبوروس؛ الثعبان الذي يأكل ذيله/ المترجم).


■ ■ ■


أغنية الغياب
أواصل بإصرار
الذهاب نحو شيء لم يكن قطُّ،
الهوس الأخرقُ للضَّغط على الأشواكِ،
بِقوَّةٍ،
حتى تنزفَ راحةُ الكفِّ.
أطلّتِ الشمسُ غائمةً،
على الجانب الآخر من النهر
أما الآخرون،
الغائبون،
يعوون.
سوف يأتي النهارُ،
وسوف نرى المدينة ترتفٍعُ،
المدينة وموتاها.
كل شيء سيُبقينا على قيد الحياة.


■ ■ ■


رؤية
خلاصُ المَرءِ من ذاته،
أملٌ تعسٌ نائمٌ مثلَ طائرٍ منْ ضوْءٍ
أعرفُ أنك ميت،
ومثلَ زهرةٍ مُستقيمة ترتفعُ عند الفجر.


* Hannah Escobar شاعرة كولومبية من مواليد عام 1985

** ترجمة عن الإسبانية خالد الريسوني

المساهمون