كلمة واحدة فقط

كلمة واحدة فقط

28 اغسطس 2018
(مانوليس أناغنوستاكيس)
+ الخط -

سيأتي يوم

سيأتي يوم لا يعود عندنا ما نقوله
سنجلس متقابلَين ونرنو إلى بعضنا
صمتي سيقول: ما أجملكِ، إنّما
لا أجد وسيلةً أُخرى لأقوله لكِ
سنسافر إلى مكان ما، هكذا بداعي الملل أو كَي
نقول إنّنا سافرنا نحن أيضاً
يبحث الناس كلَّ حياتهم ليجدوا أقلَّه
الحب، لكنهم لا يجدون شيئاً
أفكّر غالباً أن حياتنا قصيرة
فلا تستحقُّ حتى أن يبدأها أحد
مِن أثينا سأذهب إلى مونتيفيديو وربّما
إلى شانغهاي، هذا ليس قليلاً لا يمكن
أن تُنكري ذلك.
دخنّا - تذكّري - سجائرَ إلى ما لا نهاية
ونحن نتحدّث ليلةً
- أنسى عن ماذا - ويا للأسف لأنه كان
شيّقاً، شيّقاً جداً.
إذا يوماً، ليته حصل، رحلتُ بعيداً عنك
هناك أيضاً ستأتين لتطلبيني
لا أحد، ربّاه، يستطيع أن يرحل وحيداً.

■■■


القرار

هل أنتم مع أو ضدّ
أقلّه أجيبوا بنعم أو لا.
لقد فكّرتم بالمشكلة
أعتقد أنه أرّقكم بالتأكيد
كلُّ ما في الحياة يُؤرق
الأولاد النساء الحشرات
نباتاتٌ مضرّة ساعاتٌ مهدورة
أهواءٌ صعبة أسنانٌ مصابة
أفلامٌ متواضعة. بالتأكيد أنّ هذا أيضاً أرَّقكم.
تكلّموا بمسؤولية إذاً. أقلّه بنعم أو لا.
إليكم يعود القرار.
لم نعد نطالبكم بأن تتوقّفوا
عن مشاغلكم أن تقطعوا حياتكم
جرائدكم المحبّبة؛ أحاديثكم
عند الحلّاق؛ أيام آحادكم في الملاعب.
كلمةً واحدة فقط. هيا إذاً:
هل أنتم مع أم ضد؟
فكّروا به جيداً. سوف أنتظر.

■■■


إهداء

إلى العشّاق الذين تزوّجوا
إلى البيت الذي بُنيَ
إلى الأولاد الذين كبروا
إلى السفن التي رست
إلى المعركة التي رُبحت
إلى الضالّ الذي رجع
إلى كل ما انتهى بلا أمل بعد.

■■■


هو الآن متفرّج بسيط

هو الآن متفرّج بسيط
"أُنَيسِينٌ" عديمُ الشأن بين الحشد
ما عاد الآن يصفِّق ولا يُصفَّق له
يجول غريباً في نداء الشوارع -
من بعيد يجيء البوّاقون
نخبة المستقبل
صيحاتهم تهدم الأسوار الواهية
يُذيبون الوحل في مجارٍ مضيئة
يجيء الأنقياء، غير المُرائين.
المغتصِبون، الحياديّون، المتبتّلون
المحتالون الأكولون، الأبرياء
مأمورو نفوس أيامنا
يأتي دمار الحريق العظيم
داخل فوّارات الماء الجذل.
تأتي المواصفات الأخيرة
إنما هو الآن متفرّج بسيط
"أُنَيسِينٌ" مجهول وسط الحشد
ويداه على صدره كمَيّت مستعدّ
الآن لم يعد يُصفِّق ولا يُصفَّق له.
(فلتعلَم دائماً الوقت والطريقة)


* Manolis Anagnostakis شاعر يوناني، وُلد في ثيسالونيكي عام 1925 ورحل في أثينا عام 2005. برز اسم الشاعر خلال الحرب الأهلية اليونانية (1946 - 1949)، من خلال دور قيادي ضمن الحركة الطلابية، وقد عرف السجن في الفترة المتدة من 1948 إلى 1951. من أصداراته الشعرية: "أزمنة 1" (1945)، و"أزمنة 2" (1948)، و"أزمنة 3" (1951)، و"التكملة" (1954)، "الهدف" (1970)، و"أقواس" (1972).
** ترجمة عن اليونانية: روني بو سابا

المساهمون