الطريق واقفة والمسافرون يذهبون

الطريق واقفة والمسافرون يذهبون

14 اغسطس 2018
لينا بن رجب/ تونس
+ الخط -

يدور بي سالفُ الزمان

كوبٌ قديمٌ على الرفّ وصباحٌ من عيون المجانين ولغة الفتيات القتيلات. يدور بي سالفُ الزمان وأكتب عن الشعر رسالةً وأصف فيها حضور العدم في قلبي والفراغ في حياتي القادمة.

■ ■ ■


أعود ثانيةً

سوف أصف لك لون الأشواك والقارب الشيخ. سوف ألقي بالصنارة في روحي وأستخرج ملامح الليالي وتفاصيل الأيام وأعود ثانيةً إلى أهلي؛ لعلي أجد في طريق العذاب من يدلّني إلى منزلي الأول.

■ ■ ■


ولا يوجد نقصٌ

كلُّ شيء يبقى ناقصًا ولا يوجد نقصٌ إلا وكنتُ معه؛ وكنتُ في العدم ناقصًا وكنتُ في قبلة الحورية وفي الزهرة ذابلاً. تلوتُ مزاميري على الوعول وكانت المرأة التي التقيتُ بها في سوق النجوم تربّي فراخ الجنِّ في صدريتها ونبتة الصباح.

■ ■ ■


تلويحة

أنت القمر في الساحل؛ وزهرةٌ من هواء. جئتُ إلى هذا العالم وكانت عصافير تزغرد وملائكةٌ تسبح؛ ولم أر أحدًا يشاركني الحديث عما رأيت. أنت عين التنين وشمسٌ في مشكاة. أنت ليلٌ طويلٌ بين الباب والسلالم. ألمس شبق الوردة وطيران الفراشات وأرى الطائرة التي كانت تذهب بي إلى عصرٍ كان بالإمكان أن يكون عصري.

■ ■ ■


وأخذني إلى طبيعةٍ أخرى

أصعدني إلى السفينة وأخذني إلى طبيعةٍ أخرى
طبيعة من خشخاش وموسيقى.

بطة تعوم تحت "الجسر الهلالي"
قياماتٌ تطيح بي
ومعنى جديدٌ ينهار
وتموت الكلمة الطيبة.
الطريق هي التي تتوقف
وليس المسافرون.

تأتي الشمس وتذهب
يأتي القمر ويذهب
والطريق واقفةٌ
والمسافرون يذهبون.

يأتي زمانٌ ترى الروح
وجهًا لوجهٍ
وتغيبُ الأجسام وأسماؤها تغيب
وهذا المكان الذي أنا فيه
ليس المكان الذي ينبغي أن يكون
وحين رسمتُ وجهي
سبعة أشكال
وجدتُ الكذب
ووجدت طفولتي تبتعد.

■ ■ ■


من يتكلّم الآن

من يتكلّم الآن
كيف لا أستطيع
أن أطير بهذا الكرسي
وأرى العالم من فوق
أن أطير إلى الماء والنار.
يتفتت العالم فيّ
والفناجين المجنحة
تطير
ورؤوس آدمية
على الشجرة.

تدور حولي غيومٌ
من ماس وفضة
وأرى نساء عاريات
على الشاطئ
يرضعن النهر.

■ ■ ■


ألواح (1)

نتكوَّنُ من لاشيء
من رعاةٍ يغنّون
على الهواء
ويصفِّرون للطيور.

تذكرتُ شبابي
بين السنين والأجنحة
وأنتم تَرَون حظي
يبرُك في الطين
وفي يده قنديلٌ من الظلام
فأعيدُ قراءة ما مضى
وأغيِّرُ نبرة هذه الكلمات.

■ ■ ■


ألواح (2)

لا أستطيع أن أشرح هذا الزمان الذي يريني وجهه كرسيًّا وقوائم. العالم بين موقفين وأنت لا ذاهبٌ ولا جالس. لا يمكنك أن تصل بي إلى عرش الأرباب وأقدم نفسي قربانًا في حضرتها. لكنك قويٌّ جدًا وناطقٌ فصيح.


* شاعر من الأهواز

المساهمون