أُوقدُ شمعة وتطول أعناقها

أُوقدُ شمعة وتطول أعناقها

16 يوليو 2018
سيدني نولان/ أستراليا
+ الخط -

ليس لديَّ وقتٌ لأشرحَ كلَّ شيء

أنت صوتٌ يريد أن يكون لكلِّ شيء معنى. المعنى اختراقٌ لما ترى في مرمى البصر؛ وليس من الضروري أن تبحث عن المعنى؛ لا في قلبك ولا في الكلمات ولا في شيء يودُّ لو يختفي تمامًا عن النظر. أستخرج من الهوى عينًا ومعنى. أستخرجُ كوزًا فيه بقايا من السُّمِّ وعليه نقوشٌ من فنٍ قديم؛ ولا أدري حين أنام من ينام مكاني وحين أنام في مكاني هل يحرسني المكان أم أنَّ المكان حارسٌ نائم؛ ولا الجدران تحرسني من الزمان ولا المكان يحرسني مما ينفذ عبر النوافذ والثقوب والشقوق. الجوهر لا أعرف معناه وأنا أشمُّ رائحة نتنة في الشوارع وفي أصوات آخرين ولي قميصٌ يمزق نفسه كلَّ يوم ويخيطُها؛ وليس لي يدٌ في ما يحدث حولي وفي داخلي وليس للآخر دورٌ في هذا الشأن.

■ ■ ■

مما جاء عن نصوص الوردة وفصوص كريمة

سأحيا في جفاف الطين؛ ما دام هناك نسائم تدور في أزقة الروح والظلمات. زهرةٌ تتفتّح في قلبي وهي ميتة والسنوات التي مضت بين المطر والجفاف كانت كمثل امرأةٍ غادرت دون سبب ولم تترك شيئًا غير حلمٍ وجدارٍ طين. أستريحُ في أفقٍ ضيِّق وليس هناك في مرمى البصر غير ضيقٍ في النفْس والمسافة والأنفاس وكلّما تقدمتُ اتسعت هاويتي ولكنني لم أهوِ. كأنني طائرٌ فوق سطح الخواء. كأنني عائدٌ إلى شيء ليس من رؤية ولا ماض. إنَّه يشبه زهرةً ميِّتةً على صخرةٍ من جحيم.

■ ■ ■

من هذا الطيف الذي يجول في الأرجاء

من سرحة الأفق عاد إليَّ الوعلُ موشومَ القرن وفي عينيه بحيرتان زرقاوان. مرَّ عابرُ سبيل وسكت الزقاق الساكت. رأيتُه عبر النافذة من الطابق العلوي وفي بالي امرأة ضاعت في المعجم ولم أجدْها. وجدتُها زهريةً بريَّة قيل إنَّ ساقها تتوهج الشمسُ بها. أميرٌ يخرج من حقل القصب ويعترف أنَّ له قرنين. أنام وأستيقظ وما زال الليل باقيًا وأستيقظ. أنهض ثم أعود أوقد مصباحًا وأطفئه. أوقد شمعة وتطول أعناقها وتطول وتقول لماذا أيقظتني من نومي الأبدي.

■ ■ ■

قوية هذه السنوات

قوية هذه السنوات وأنا ما زلت باقيًا على ذات اللحظة وذات الطريقة. يعبرُ مثليٌّ ويسألني عن عدد الجرحى الذين سقطوا في حدائق الورد؛ ويعبر أعمى معطرٌ ويحمل رسالة إلى الماء. عجوزٌ تقول إنها تريد أن تبحث عن بكارتها في الزورق العاطل. بطةٌ على الساحل تحاول أن تهجم عليَّ. قوية هذه السنوات قوية ولا يمكن لي أن أحارب الريح التي تضرب وجهي بالأفاعي وطيرٍ أبابيل.

■ ■ ■

تغاريدُ طيرٍ أبابيل

ــ 1 ــ

خالٍ من كلِّ شيء رملٌ مبللٌ من مرضٍ مألوف.

ــ 2 ــ

في بعض الصفات توجد فرسٌ من أرضٍ قفر.

ــ 3 ــ

قليلٌ من الماء يكفي للزنبور ذي الفم الكبير الذي لا ينقصه شيءٌ من الاضطرابات.

ــ 4 ــ

ضائعًا في حركة الشفتين وجدنا الفلاح نائمًا على محراثه مصابًا بتمتمات مزمنة.

ــ 5 ــ

من ثقب الباب دخلت جرادة تحمل ثقافة أدبية وسجايا متصلبة في الخطوط الدفاعية وفي مجالات مستديرة الظهر.

ــ 6 ــ

في زمن ما قبل التاريخ كان الذي يكون فمُه سُمًّا نباتيًا ويجلس بشكلٍ مخروطي فوق قبرٍ داخل حدقة العين، ومن كان يجثو على ركبتيه غادر البلاد بالقارب.

*شاعر من الأهواز



المساهمون