نهرب وهي تركض وراءنا

نهرب وهي تركض وراءنا

14 يونيو 2018
بيرن جوهانسن/ ألمانيا
+ الخط -
(...)

انثُر حميميّتك أيها الشاعر
العالمُ جفَّ كقطعةِ حديد
انثرها على مساحة الجماعيِّ والكوني

كن سخياً كما يليق بأمّ
انثر حميميتك
سخياً كطائر الشحرور في
برشلونة

العالم جفّ كقطعة حديد
رأسماليون في رحلات فضاء،
سارقو خبز في المحاكم

انثر حميميتك
كطائر الشحرور

العالم يحتاج لساناً
العالم يحتاج لساناً لما
يفنى، لساناً
لما
يبقى:
لسانُ الألم

انثر حميمتك
سخياً كأم
كطائر الشحرور في برشلونة

ثم امضِ لحال سبيلك
كما يليقُ بشاعرٍ، تحليقُ عَمَلِهِ هو أرضيٌّ بامتياز، مثلما هما أرضيان تماماً موضوعاه الأساسيان: الموت والألم.

الموتُ، نعم.
الألم، لا.

■ ■ ■


(..)

مَن، في فجر الليالي البيضاء الكاذب، يجمعُ فسيفساءَ العائلة؟
مَن، ولو على رأس إبرة؟
بلادي!
لقد حاولتُ وهو ذا:
ألبومٌ من الوخزات، جبيني.

■ ■ ■


(..)

بلادٌ تركناها عزلاءَ أمام مصيرِها المعتم
وجئنا هنا نتوسّل عزاءتٍ رخيصة
نجاةً بمصير شخصي.

بلاد هجرناها
وها هي تشهر شريعتها العادلة:
لا لتقتص، بل لتكون هيَ هي:
فلا ننام

نهرب نحن، وهي تركض وراءنا
لا ننام

بلادٌ، بعد بحارٍ، بعد سنوات، تخبرنا:
منفاكم أرق طويل
وكل عبقرية الصيادلة، لا تنفع.

يا عقدة الذنب النبيلة
أَرْجحينا،
في أصقاع التراب

ما بين صقيع الفجر
وآلام الكليتين
في بزوغ أول النور، كما شوكة.

يا عقدة الذنب
لا ترحمي
من تركوا بلاداً عزلاءَ أمام مصيرها المعتم.


* شاعر فلسطيني مقيم في برشلونة

المساهمون