أتمشّى على بقايا قصيدة

أتمشّى على بقايا قصيدة

13 يونيو 2018
صلاح المليجي/ مصر
+ الخط -

أطلّ من خلف زجاج نافذة على ساحة الحياة
حيث نبتَ عشب أخضر
وهناك خمس بقرات تلتهم العشب
وتتحدّث في أمور هامشيّة
وهناك المساء يتثاءب
ثم يتسّلّق الجدار ويختفي
ليهجم ظلام فاحم على الضاحية
فلا أرى سوى وجهي النّابت في الزجاج
لا أدري أين اختفت البقرات الخمس،
والعشب، والمساء
وجاء من يقف بحجارة في اليد خلف النافذة؟
أعدّ إلى ثلاثة
فأختبئ تحت الطاولة
شابكاً أصابع يدي اليمنى باليسرى فوق رأسي
مثل سوريين وفلسطينيين في معابر
ويحدث أن أضع أغراضي داخل عربة تسوّق
فأدفع العربة إلى أن أصل إلى بلادٍ قصيّة
أتركها هناك وأنا أبكي
فأعود لأكتب لكم من المنفى
شاهراً بطن أفكاري للرّيح
وبوجهين مثل الدرهم المغربي
وجه الملك ووجه شعار المملكة
حتّى إذا جاء النّهار
استعدت أغراضي والعربة
وخرجت أتمشّى على بقايا قصيدة
قصيدتي التي صارت مجرّد لعابٍ أبيض
على جورب وسادة
أو خيط سُتيان يتدلّى من خيال شاعر
مجرّد ضرس منزوع من فم الحياة
الحياة التي كانت
وفرّت إلى جزرٍ بعيدة.


* شاعر من المغرب

المساهمون