ندخل في وقت غير الجالس فينا

ندخل في وقت غير الجالس فينا

18 مايو 2018
هاني زعرب/ فلسطين
+ الخط -

بهدوءٍ
يتحدّث مع صاحبه، والناس بلادٌ
تعبر من يده، الناس جبالٌ
تصعد من يده، الناس سؤالٌ
يهبط في يده، يتحدث
ويصبّ الماء المتبقي في قاع الوقت...،

يتوقف ثانية
وكأنّ هنالك غيباً أوقفه
ليشاهد شيئاً
مختلفاً.

بهدوءٍ، أيضاً.

يَنْتِش
ما يمكن أن يُحمل
أو يُطوى في أي غموض،
نعلم أن السِرّ غيوب شاهقة
وبلاد شاهقة
نسند أنفسنا بقصائد تعرفنا وتضيف إلينا قامتها.

بهدوء
أو بعض هدوء، أيضاً

عَرَق يتهدّل منّا
يتهدّل فينا، عَرَق،
يحملنا من لغة نحو لغات
نفتح نافذة قد فُتِحَت أصلاً، نتفحَّص
أصواتاً كانت تمشي مثل الناس جميعاً
وتقول كلاماً مختصراً
نتذكّر هذا، "طَوّل بالكْ"
قالت سيّدة للرجل الجالس،
كانت تتعرّج في المعنى،
وخيال ثرّ
يتفاقم فينا، كنّا
وانعطف المتبقي منها، سيدة
كانت تحمل سلّتها فارغة، كانت
تتوجس أيضاً، مشيتها قالت ذلك
وتُحرّك يدها اليمنى في بعض فراغ
"طوّل بالكْ"
وتمرّر كفيها فوق الأحرف
"طوّل بالك"
فنشاهد شيئاً غير الأحرف في تلك الجملة،
ونشاهد أنفسنا من غير زجاج أو شِعر،
ولد يقرص أغنية، ولد
مُنسكب
ويُجَمِّع أحرفه فوق جدارٍ،
تنساق إلينا طرق مفزعة،
ننظر في الداخل منا،
نتذكر أنا كنا نتعلم من كل الشجر الناشف، كنا
ويعود إلينا صاحبنا المستغرق،
صاحبنا الأول،
عاشرة
يرجع للخلف قليلاً وتدور الدنيا
يستجمع سيرته، والصمتَ المتراكم منذ خلقنا،
يصغي للخافت يذهب معه،
يسترسل فينا،
ويرُصّ الفكرة بالطين المتبقي في يده
هذا
بالضبط تماماً، قلنا، هذا
"أيوة"،
فالقدس اقتربتْ
والقدس انسربت في كلّ كتاب منتصرٍ
تقفل كل الأيام يديها:
"أيوة"
ندخل في وقت غير الجالس فينا.

بهدوء أيضاً.

ويقول الفولاذ كلاماً، أعرفه
أو يعرف أنّا،
ويقول النرجسُ.

أيضاً بهدوء.


* شاعر من فلسطين

المساهمون