نوافذ غارقة تجرّها الأسماك

نوافذ غارقة تجرّها الأسماك

20 ابريل 2018
ماريو أنخل كينتيرو/ كولومبيا
+ الخط -

نصاب الموتى

اختبأتُ في الخزانة
عثرتُ على جدّتي أمام البحر
ترقّع ثقوب الشّاطئ

أخبرتني أنّ الموتى أساسيون
لنظام الكون
أننا مدينون للموتى
بواقعٍ أقلّ شوكًا
وأنّ كلّ شيءٍ سيشرق
مثل مظلّةٍ تحت المطر
حين يكتمل النّصاب.

■ ■ ■


شاحنة الكلمات

سرق طفلٌ ابن 6 أعوامٍ
شاحنة والده التي تنقل الكلمات
قاد مسرعًا على الطّريق السّريع
حرّك جبلٌ رجله أثناء النّوم
فانقلبت الشّاحنة رأسًا على عقب
تنوعت الإصابات بين بتر حرفٍ
وفقد نقطةٍ...
وتهشّم جمجمةٍ.

■ ■ ■


الوحش الرّابض خلف النّافذة

ذلك الوحش الرابض خلف النافذة
هو حارسنا الوحيد
فلنفتح له الباب قليلًا
كي نختبر صلابة الوردة
أمام العاصفة

ربما تعجّلنا الاشتعال كليًا
بشعلة الحديقة
لكن حرارة هادئةً كلسعة كبريت
كانت تلهث تحت ثيابنا
فاتحةً الباب
لمخالب الندى الكحلية
كي تغرز أوشامها في عظامنا

ذلك الرابض خلف النافذة
هو أملنا الوحيد
فلنفتح له الباب قليلًا
كي يحرس
- حين يعود الصيف المهاجر -
ظلال الأقفال التي كسرها الندى.

■ ■ ■


نوافذ غارقة

يا لجرسك حين يغسل دمي
وأنت عاريةٌ على حصانٍ من ماءٍ
يهزّ ألف حافرٍ من ألحفة
أجراسك من تراب
من حصار الملح للصّخور
ومن نوافذ غارقةٍ تجرّها الأسماك
أجراسك تشيّد بأعواد الكبريت
أبراجًا من حمام

يا لجرسك حين يجعلني لسانه الثّرثار
لسانه البذيء الذي لا يدري
من يهزّ الآخر.

■ ■ ■


طفل الجدّة المدلل

كنت طفل جدّتي المدلل
أتشارك وشبح جدّي
الجانب الخالي من السّرير
أنتظر كلّ صباحٍ أن تنسج لي رجلين
بإبرة الصّوف
كي أتمكن من اللّعب مع أولاد خالاتي
كنت طفلها المدلل
أناولها الرّصاص كي تصطاد
الذئاب في حديقة المنزل

أشاركها غزوةً تحت أساسات البيت
كي نخلّع أظافر الأرواح التي
تحرّشت بجدّي

كنت طفلها المقذوف بالحجارة من أطفال العائلة
الذي يمشي بلا رجلين.


* شاعر وكاتب قصة فلسطيني من القدس المحتلة

المساهمون