ذهبتْ لتشاهدَ أفراسَ الليل

ذهبتْ لتشاهدَ أفراسَ الليل

08 ديسمبر 2018
من "معرض الدوحة للكتاب"
+ الخط -
وقف البحرُ قبالةَ طفولتها مرتبكًا، 
منحته برتقالةً ورفعت يدها على جبهتها لتميّزه، غمزت بعينها اليسرى
- ما الأسماك؟
- دموعي
- ما عيدكَ؟
- أنتِ أنتِ ومال جهةَ التّاريخ
ذهبت الطّفلة المعذّبةُ لتشاهدَ أفراسَ الليلِ في نهرِ الليل لكنّ لياقتها البدنية مضطربة، ستترنّح قليلا ثم تسقط في ملهى/في ملعب كرة/ في مظاهرة للدّفاعِ عن كلاب الأثرياءِ... في كوكب
- ما القلب؟
- فراغٌ في المادّةِ
ولاحقها الأنتربولُ وهي تلاحقُ شبحًا مجروحًا والشبحُ يتلاطمُ...
ومن شاحنةِ إطفاءٍ ألقى رجلٌ قمراً وأفسد المشهد.
- ما الأطفال؟
- الزمن الأوديبيّ الجالسُ في التّعبِ
- ما الثّوّار؟
- ما قبلَ الخيانةِ من صمتٍ/ قلق العاصفة قبلَ الفجرِ..
وفتحت حفراً في الأرضِ وزرعتَ تنهيدات، قالت: سينبتُ أشخاصٌ أجمل... أو شجرٌ شفّافٌ أو ديناصورات مكتئبة
بفمٍ ملتهبٍ من شدّة البخلِ ابتسمت للبحرِ،، فانكمشَ وصار كأسًا وانطفأت فيه سيجارتها
قالت: أخبرني سرًّا
- عيناكِ
- امنحني كهفًا
- جناحاكِ
- اغرب عن وجهي
- ستموتين
وماتت دون وداعِ دميتها الخرقاء وبكت كلّ شجيرات الدنيا وانجرفت جزرٌ إلى غرفتها وصار البحر دخانياً، سريراً للساحرة الأولى
- والرّجل؟
- أمر ما
- كيف؟
- صديقٌ مجنون/ طفلٌ ما
سأعيش وحيدة، أستأجر كوخاً في الكلماتِ وأزهدُ،، لا حلَّ معَ النّملِ ولا حِبر لأكتب تلك الصحراء.
سأعيش وحيدة، وسأنسى حصاني خلف الرّيحِ وأسبح وحدي في وحدي، كمّية جرحي تكفيني لسدّ الهوّة، سأحبّ المطر وأسفّ الأحلام وأرشّ دموعي على الموتى وأكوي فستان الرّوحِ بقصيدة... وسأشتاق كثيراً للأعداءِ وللركض المقلوبِ في الكابوسِ...
-يا بحر
-يا عمري
-تعبانة
- لعقدتُ حاجبيّ لو كنتُ رجلا، لبكيت بقوّة لو كنتُ وحشاً، لكن، لكن
- يا بحر
- يا حلوتي
- عانقني
- بالحرّيةِ والحزنِ
- تعال
- أنا بارد
وفي الصّفحة الأولى من درسِ البردِ قبّلته بفمٍ مخدوع، الطفلة جذبته إليها بنصفِ شعورٍ، واحترقَ البحر احترقَ... أوّاااااه
هاك الدّمعةَ كي تشفى، سمكتي تتضاءلُ لعذابك،، خذني خذني
وفي الصفحة الأولى والأخيرة سقطت بين يديهِ وعلى جانب ما كان لمع الخاتَم.


* شاعرة من الجزائر

المساهمون