نبوءة نجم

نبوءة نجم

05 ديسمبر 2018
أحمد بن إسماعيل/ المغرب
+ الخط -

عَشيّة نجم
ترامى
على بِلادٍ قصِيّةٍ في المدى
شَكلُها من غير شَكلي
تَصحبها الأناشيدُ
إلى أبْعَدِ ما تقولُ الرّيح
تلامِسُ
ومضَةَ اليَقين
خارجَ أوراقِ الخَريف
ما دَلَّتْها قارئَةُ الفِنْجانِ عَلى صَحو الأقاصي.

في قعرِ البلادِ أتجرَّدُ مِن مَوْتي
أُبْصِرُ نُجوماً
تَستَوقدُ ناراً
في انمِحاء الظِّلالِ
أهْرُبُ إلى لُغةٍ
تُمازِحُ الغدَ بما وَرِثَتْهُ مِن أصواتٍ
رَدّدتْها أفواهُ الصَّدى
كأنها ثكالى تَتَفَقَّد عُشب القبور
رفقَةَ ذِكرَياتٍ
تجلَّت أُفُقاً...

عَشية نَجم
أَطْفأَ نورَهُ
في فَمِ الحقيقَة
بِلَهْفةِ العُبور إلَى ذَبْذَباتِ الأرْضِ
سائِلاً
عَنْ بَقِيَّةِ روحٍ
لَم يَجِد إِلّا موْتى
يَصُبّونَ أرْواحهم
عَلى أرْصفَة الظَّلام
وُسع سَماءٍ
يَقودُها عُميانٌ إلى الجَحيم
لَيتَهُم يَحْيَونَ في مُسْتنْقعِ الصّلصالِ
حِكايةً
أَغْفَلَتْها الرّيح
على أَلْسِنَةِ الزَّمان.

عَشِيّةَ نَجْمٍ
يُضحِكُني مُرورُهُ السريع
فوقَ طريقي
حينَ أقطِفُ الليل مِنْ زُجاجَةِ الْعالَمِ
أتَوَسَّدُ مَرايا شحيحَة الرُّؤى
أرَى فيها أحْلاماً نائِمَة
تَعْبُرُني
بِقليلٍ مِنَ الشجاعة
نَحْوَ عَصافيرِ قَلْبي الجائِعَة.


* شاعر من المغرب

المساهمون