ثورتنا

ثورتنا

29 أكتوبر 2018
(إيركا فيولت لي)
+ الخط -

نحن نصف العالم
ولكننا نحمل النصف الآخر على ظهورنا
كلتانا تعيش في أرض محتلة
ولكن ما الذي يمكنني معرفته عنك
ونصف عالم بعيد عنّي
أنتِ وأنا نعرف العنف:
ألمَ أمهاتنا
وذكريات هذه الأرض
نتقاسم تاريخاً من التنقّل
المحو
والتنقّل مرة أخرى
مقتلعين من بيوتنا
جائلين، إن لم نعد أبداً
تقاسمنا ليالٍ بلا نوم، نقصّ
ونعيد القصّ
نقصّ مرة أخرى
القصص التي حاولوا أخذها منّا
نحاول تذكّر ما أخذوا
أنتِ وأنا
ينظرون إلينا نظرتهم إلى مستسلمتين وضعيفتين
غبيتين، في المتناول
بيادق وجوائز في سياسة الرجال
كما لو أن أولئك الأطفال قفزوا فجأة من الأرض
بكل بساطة
أنتِ وأنا
هما اللتان داسوا عليهما في طريقهم إلى الثورة
ولكننا نحن من أبقى عليها في البيت
الخليل، عبر الشارع العشرين
لأننا نعرف، حتى مع انطلاق البنادق بعيداً عن الأنظار
مازال يجب إطعام الأطفال

لهذا، هذه الكلمات من أجل "أمل"
الفتاة ذات السبعة عشر ربيعاً
التي قتلها جندي إسرائيلي
وهي تقرأ كتاباً على شرفة منزلها
وهذه من أجل "إينا":
صديقتها الذي ذهب الجندي إلى بيتها بعد سنتين وقتلها

هذه إلى "إيني ماي"
المناضلة من قبيلة مكماك الكندية، أطلقت عليها النار
من مسافة قريبة
وترك جسدها ليتجمّد في الثلج
الصوت الذي تنامى بقوة بالغة شيئاً فشيئاً
- أخبريني مرة أخرى عن ثورتك
هذه من أجل النساء اللواتي لم يتركن بيوتهن وحيدة أبداً
حتى اليوم الذي أخرجن فيه
- أخبريني مرة أخرى عن ثورتك
هذه من أجل النساء اللواتي اغتصِبن
وقيل لهن في البوح خزي لمجتمعهن
والإجهاض جريمة
ولهذا من المفضل المعاناة بصمت
- أخبريني مرة أخرى عن ثورتك اللعينة
أنت وأنا
من قادتا الهجوم في الشوارع:
انتفاضة، وقيل وقال لا أكثر
ولا نريد القتال فقط لنعود إلى البيت مثل خدم

لهذا، هذه من أجل النساء العربيات اللواتي يقدمن المال لتعليم البنات
لهذا، هذه من أجل "شانين"
ومن أجل كل النساء اللواتي يمتلكن شجاعة التعلم
أنت وأنا
نحن الأمة
وهذه من أجل الأمهات والبنات
على رأس الحركات من غزة إلى "المروج الخضراء"
أنتِ وأنا
نحن المقاومة
وهذه من أجل النساء اللواتي
قيل لهن ألا يتكلمن
ألا يكتبن أو يقرأن
ألا يحلمن أو يشعرن
ولكن أن يفعلن هذا بأي طريقة من الطرق!

أنتِ وأنا
نحن الثورة.


* Erica Violet Lee كاتبة وشاعرة من قبيلة النهيو، إحدى قبائل كندا من السكان الأصليين. ناشطة اجتماعية في مدينة "ساسكتون"، أكبر مدن الريف الكندي.

ترجمة: محمد الأسعد

المساهمون