بينما يَقرأ

بينما يَقرأ

12 أكتوبر 2018
رمضان عبد المعتمد/ مصر
+ الخط -

قراءة
مِن كتابٍ
اخترتُ صفحةً وناديتُ صديقي:
اقرأْ لي هذه
كانت ضحكتُه مُتَسَرِّعة
إذْ بَعدَ سُطُورٍ قليلةٍ
كانت أنامِلُهُ تَطرُقُ خَشَب مَسنَدٍ مُجاور
عند نُقطة ما
أشارَ بإصبعين هكذا كَمَن يَرغب في سيجارة
أُطأطئُ رأسي كمن يَسمَعُ ويُطَمئِنُهُ
عيناه تَهجران الكلمة
وتَدوران كمن يبحث عن آلةٍ حادةٍ
لكنْ أين صوتُه؟
هل تَصَوَّرَ أنه يَقرأُ لي فعلاً؟
حينما انتَزعتُ الكتابَ من يديه
انطلقَ صوتُه
كَبقرةٍ في مَسلَخ
هكذا تَعلّمتُ قِراءة الشِعر.


■ ■ ■


مراسل صحافي
ولو لمرّة
أريد أن يَغوص كَاحلاي في الثَلج
أن تَنتَثِر نِدَفٌ بَيضاءُ مِن شَفَتيّ
أُحدّثُك من هناك
في تسجيلٍ حَيّ
غير أن ما يَصلُكَ
ليس إلّا هواءً يتقصّف على مُنحدر
ومِن بعيد
يَظهر بيتٌ ودُخانٌ
الشاعر يَنتظرنا
مخموراً في آَخِرِ العالم؛
العالم الذي احترق فعلاً
أُكلّمُكَ من فِراء ذِئبٍ
أنا شخصٌ آخر
أَدور حَول بيت الشاعر وأَعوي
أهذا ما كنتَ تُريد أن تقوله؟
أهذا ما جَعَل خَدّيكَ مُحتَقِنَين؟
ليس خمرُ العالم الذي احترق
بل الثلجُ الذي يَذوبُ
بينما يَقرأُ الشاعر قصيدتَه.


■ ■ ■


كلّ يوم
كُلّ يومٍ أُدوّن في ورقة الكلمةَ نفسَهَا
التي عليّ أن أَتذكّرها مساءً
لكنني، للأسف،
لا أَعود إلى البيت نَفسِهِ أبداً.


■ ■ ■


قصّة
حينما لا أَجد نَفْسي
أَختار مِقعداً مريحاً في "كافيه"
أُكافِئُ ذَاكِرتي بالدُخان
أَضَع بَقشيشاً إِضافياً
في الطَبَق
أَعود إلى البيت
بِسعادة الساكِنِ الجديد.


* شاعر مصري مقيم في الكويت

المساهمون