كيف تربّي شاعراً

كيف تربّي شاعراً

20 سبتمبر 2017
مارو رينشي/ اليابان
+ الخط -
كيف تربّي شاعراً منذ الصغر:
علّمه رمي أسنانه اللبنية للشمس، وضع نقودا تحت مخدته
أطعمه الكثير من الحلويات
دع بائع كاز يجر بغلا يذبح أرنب الطفل أمامه
علمه عمل قلائد الباميا وتجفيفها على جدار
علمه نسج الصوف من الكنزات القديمة
املأ بيته بالقطط وصيصان الدجاج المصبوغة بالطلاء
ازرع تحت نافذته عبّاد الشمس
حذره من الضباع
طارد معه في المساءات حشرة سراج الليل
علمه لعب كرة القدم في شارع مزدحم
أطلقه للشوارع ليبيع العلكة وملاقط الغسيل والعصير
أملأ بيته بالقطط والعصافير
علمه أسرار الريح في الليالي الباردة
أغلق الستائر واتركه تحت الغطاء يرقب الضوء الذي ينز
من تحت الباب في الصباحات المبللة
أكثر من ذكر الغولة العمياء وصاحب العين الواحدة
وصاحب الرجل الواحدة المسلوخة
قل له أن يضع الأباريق الفارغة تحت المزراب لصنع شاي فاخر
اخترع له قصصا، صغّر فيها رقبة الزرافة، أظهر الضفدع بصورة حكيم
أقنعه بألا يسرق النار لأجل أحد
علمه أن يكره العسكر والأسلحة
خذه كثيرا إلى السينما
لا تشتر له ألعابا إلكترونية ولا مسدسات بلاستيكية
عوّده على المشي حافيا
علمه كلمات السر لولوج العوالم
احتفظ له بشمع وقناديل في زوايا البيت
كن شديدا وعاقبه إن داس نملة.


* شاعر فلسطيني مقيم في نيكاراغوا

المساهمون