طائر جريح يستنهض نوم "جارشير"

طائر جريح يستنهض نوم "جارشير"

17 سبتمبر 2017
سعاد العطار / العراق
+ الخط -
المسافر

تنام الأشجار واقفة وتموت
اكتبْ على يد الصباح
كثافة العصافير المتقافزة
فكلّ صباحٍ قيامة صغيرة
وكل قيامة صبحٌ كبير.
لا توسوسْ في آذان "راه بند"*
فهذا "الأورمَزد" الحزين الجالس في الرف
يعرف مسار الأنهر.
حدّقْ إلى ذلك الجانب
فإن طائراً جريحاً يستنهض نوم "جارشير".


■ ■ ■


الرياح تهبُّ على الأوراق من مرقد الرودكي

والموت بقميصه المرمري يعبر عن الجدران السوداء
لكي تنفض من بين الكتب الفاقدة للأغلفة تثاؤباً قديماً
وتعطي للريح فخذ جرادةٍ
وتنسى رشق الماء على برودة وجهك.
والآن هاوية الشياطين وهي مليئة بعصا خاوية
تدور الحوريات في هالة من الدلال والغنج
حول رأسي وتدور، لكي لا تبيدني تعويذة الجبال
ولا تتخلى الريح عن ثقل تابوت الورق
لكي تجلس جنب هذه الكتب الفاقدة للأغلفة وهذه الأوراق
اصنعْ بالعصا الخاوية وبعظام الأموات
ناياً للفقر
وهو متكئ على جدران المرمر ويغني:
كفّنوني بالورق
وكحّلوا عينيّ بمرقد الرودكي في خريف الكتب
وقولوا لما تبقّى من خياميّة روحي:
ترجلْ في القاعات المعطرة بعود يشتعل
ترفضني وتدعوني
إلى الغبش المألوف لهذه الغرفة
وما زالت الرياح
تهبّ من جانب مرقد الرودكي** على الأوراق.

* راه بند وجارشير: أسماء منطقتين في الأهواز. أورمزد: اسم الرب في الديانة الفارسية القديمة
** الرودكي: شاعر إيراني كلاسيكي، سمي بأب الشعراء الإيرانيين.


*** شاعر من منطقة الأهواز، ترجمة عن الفارسية: حمزة كوتي

المساهمون