الخواءات تتساءل

"الأحاديّة الانعكاسيّة هي نسخة حديثة لفكرة قديمة مفادها أن البشر هم أجزاء مختلفة من كون انعكاسيّ" (ماكس يلمانس)

هكذا، نحن أولئك الهوائيين المطاطيين والمتقوقعين على أنفسهم بشكل غير معقول، الذين يحرفون عن مسارها الضربات المرتدّة، المجرّات وكواكبها، الدورات، الانفجارات، الصرير وأقواس قزح.

نحن تلك العقول أو الأجسام الإنسانيّة، أو الحيوانات، الثعابين المعرفيّة التي تأكل ذيلها وتثني السهم مرتين دون أن تعشّقه في فَوق العقل، مؤشّرةً نحو
العقل وليس نحو العالم: لأن العقل هواء، لكن من هواء هي الأرض.

نحن - أضف طبعاً إلينا الإخوة الآتين من كلّ فجّ موازٍ أو منفصل - أولاد المجرّات، أو حيوانات قصّة للأطفال مكتوبة في الحمض النووي الريبيّ،
الذين إذا ماتوا يولدون من الأرض من جديد،
الذين تهدر محركاتهم أحاديّة الخليّة الأكثر سرّيةً تحت الأرض أو تحت الماء.

أخيراً نحن من ينسّل خيوط كرة الظاهر وغير الظاهر، نحن من يجعل منها قصّة أكثر منطقيّة، حيث الخواءات تتساءل والامتلاءات لا تعرف ماذا تريد.
اسمعني، نحن الذين علينا أن نميّز كلّ مرّة بين الاتجاه والجوهر.

* Vincenzo Ostuni شاعر إيطالي من مواليد روما عام 1970. صدر له منذ عام 2004 عدّة مجموعات شعريّة، منها: "ملفّ صفر- ثمانية"، و"ملف صفر- تسعة وثلاثون" ملف عشرون". كما حرّر أنطولوجيا "شعراء سنة الصفر" (2010).

** ترجمة عن الإيطاليّة: مصطفى قصقصي