نقطة في نون الكون

نقطة في نون الكون

06 ابريل 2017
على بن الآغا/ تونس
+ الخط -

هما معًا، تُشعل شموسهما في نفسها الماء
كي لا تعرّش نباتات الزمن على عناقهما
يجلسان
على الزمرد بثيابٍ تقتبس ألوانها رائحة الأدغال
أمام بحيرةٍ لمّعت وجهها بما فاض من غبارهما
رأسها على كتفه، أنفاسها في نبضه
وبين ثيابه شيّد شعرُها مرفأً للسفن العائدة
سالمةً بثمار البحر.
يجلسان معًا كبرقٍ ورعد،
يضيء النجم فيهما الصوت
يمسكها
كمن يمسك جرّةً أثريّةً خشية التهشّم،
خائفًا
من أفعى تخرج من البحيرة تسرق جلدها،
أو أن يراها النّرجسُ على ضفتها فيعود شابًا جميلًا
ينسى صورته ويولع بها.
لم يسألا ماذا بعد؟
كانا أخفّ من شفةٍ في الرذاذ تتهجأ اسميهما
يسيّجهما هواءٌ أثقل من وردةٍ ساعة الفراق
ولم يوقدا سراجهما كي يهزّا نخلةً تلتحف البئر
هما معًا يصهران جسديهما نقطةً في نون الكون
لا يهمّ لو انحرفت الأرض عن زرقتها
وابتلعها السّديم...
ألا يكفي أنّهما معًا
كي يصنعا من النّون زورقًا
ولكي يبتكر مجدافُهما الماءَ في الهيولى؟



* شاعر من فلسطين

المساهمون