تُمطر دائماً

تُمطر دائماً

22 ابريل 2017
(كاظم حيدري)
+ الخط -
تُمطِرُ دائماً
في هذا البلد
ربّما لأنني أجنبي.

نسافر في الليل،
متناسين أننا عُمْيٌ،
لنصل إلى أرضٍ عاريةٍ
تحتاج لصوتنا.

نذهب إلى البحر لنتكلّم
ونقذف حُصيّات باتّجاه عكس الريح.
أُغنّي جسمي الماثل
الذي وُلِدَ من هذا الفضاء البارد
ولا يَعِدُ بشيء.

أثناء الليل،
رؤى معابد بيضاء
تدعوني في الفراغ.

حَلِمْتُ بحقول موحشة
لكي أبحث عن إشارات مبلبلة
وأدرك كنه براقع السماوات
التي تهوى أعماق المحيط.

لا أعرف لماذا أحدّق طويلاً
في خطّ الأفق الرفيع
أو القمم التي تغصّ بالطيور السوداء.

أين يختبئ ما لا أعثر عليه،
على الطحالب المرتعشة،
أم في حزازات البحر البيضاء؟

أمضي قُدُماً في الأخضر المُستَنْفَدِ
ولا أحمل شيئاً عدا جسدي.
لن أترك شيئا!

إنها أجراس بحر
من صمتٍ ومن أصواتٍ
حبيسة في الزمن.

ولا ثمّة إله يسمع نغمات
الماء والنار
لِلَحْمي.

في الغرب،
كلّ ربيع يمضي،
هو جرح يتجدّد.

وأنا،
منحوت من ظلال وحجارة،
أمضي الليالي الإيطالية
في همهمة الدم.

منذ أعوام في قلق من أن نموت.
مخدوع من أصوات العرّافات
أنادي وجوهاً معروفة
التي لا تعود (ولن تعود أبداً!)
عقيمة هي أحلامي
في ظلام الغرفة الخاوية،
مع كل يوم يزداد جنوني بعض الشيء.

وُلد Gëzim Hajdari في حيداراي (ألبانيا) عام 1957، ويُعدّ من أبرز شعراء أدب المهجر الإيطالي. درس الأدب الألباني والأدب المعاصر في جامعة "لا سابيينزا" في روما. حائز عدة جوائز أدبية، من بينها جائزة "يوجينيو مونتالي" للشعر، وهي المرة الأولى التي تمنح فيها هذه الجائزة لأجنبي. مواطن فخري لمدينة فروزينوني في وسط إيطاليا حيث كان يقوم بتنظيف الاسطبلات وعزق الأراضي الزراعية في بداية إقامته في إيطاليا.

صدرت له أكثر من عشرين مجموعة شعرية باللغتين الإيطالية والألبانية. يتركز نشاطه الشعري على ازدواجية اللغة، الألبانية والإيطالية، واشعاره تُرجمت إلى عدة لغات وتمّت دعوته لتقديم أشعاره في بلاد مختلفة من العالم، ما عدا موطنه. بالعكس، أعماله قوبلت بتجاهل كبير من قبل الطبقة السياسية والثقافية المهيمنة في تيرانا.

* ترجمة عن الإيطالية يوسف وقاص

 

المساهمون