أنا مقهى


أنا مقهى

28 فبراير 2017
فخري غزال / تونس
+ الخط -

يجلسُ على طاولاتي نساءٌ ورجالٌ نزيهون.
يجلسُ رجلٌ وامرأة يتحاوران
عن الجمال والمستقبل.
يجلسُ ساعي البريد
ومعه رسائلُ من عوالم الغيب.
يجلسُ شاعرٌ شعبيّ
يكرر كلماتٍ
أكل الدهر عليها وشرب.
تجلسُ روائيةٌ تقرأ في أوراقها
وتدخن.
تجلسُ فتاةٌ تفكرُ كيف تتعلم اللغة العربية
حتى تتمكن من الحديث
مع صديقها العربي.
يجلسُ ساحرٌ مع شياطينه الجميلين.
تجلسُ امرأةٌ وتقول كم هذا المقهى جميلٌ
لو كان رجلاً لتزوجت منه.
تجلسُ شاعرةٌ
ترفض أن ترد على اتصال صديقها الشاعر.
يجلسُ رجلٌ يتأوّه
ويقول ليت ابني لم يكن شاعرًا.
تجلسُ فتاة ذات حسنٍ أخاذ
تقول إن رجلاً من رجال الغيب يحبها
يجلسُ ناقدٌ أدبي
ويقول الكون ذيلُ كلبٍ لا يستقيم
يجلسُ مصمم أغلفةٍ شابٌّ
وآخرون نسيت أن أذكرهم
لأنني اختنقتُ بدخان النارجيلات
متى يرحل هؤلاء يا صاحبي.


* شاعر ومترجم من مواليد الأهواز عام 1983

المساهمون