وراء الصورة

وراء الصورة

30 ديسمبر 2017
لؤي كيالي/ سورية
+ الخط -

1
كانت حرماناتي القديمة مصدراً عظيماً للإلهام، محفزات رائعة للحلم والكتابة.. اﻵن أرى أشياء العالم عارية ولا متع لتهبها، وأما رغبتي الواهية بأن أسترها فإلقاء بعض شراشف المجاز على ذاك العري المحزن. شيء يشبه عملاً آلياً لممرضات يلقين ملاءات بيضاء على أجساد عجزة سيموتون قريباً.


2
يتملكك خوفك منك. إلى أين ستهرب أنت الذي ليس لك إلاك؟


3
لا ملكوت لك سوى فطرتك الضائعة.


4
لما يتماهى الجزء مع الكل. يخسر الـ"الجزء" اسمه. لكن السؤال: ما الذي يربحه جسدُ "الكل"!


5
لم يعد يهمك أن تكون شاعراً. ﻷولئك الذين يفكرون كثيراً بالموت ولم ينتحروا تكتب رسائل قصيرة.


6
من العميق الدفين البعيد جاءت هذه المسوخ الشيطانية بلبوس حراس لتقف على البوابات المخلّعة للغتك.


7
الجوهر مهجور. الورثة السفلة الذين سرقوا اسمه، المنقطعون عنه يشوهون أشكاله.


8
الميثولوجيا طفولة الوعي حيث كان الشغل لعباً واللعب شغلاً، والوعي ساحة رقص، حيث كانت الحدوس والمخاوف قابلة لأن تنجز عوالم جمالها أكثر أصالة من أوهام امتلاك المنظومات اليقينية وربما أكثر إمتاعاً من اكتشافاتنا اﻵن. هذا ليس موقفاً رومانسياً حين المقياس هو السعادة.


9
تجلس على هامش الهامش
منتظراً أن يصفق لك موتى المتن


10
كان ومازال حلمك أن تكون منجز خرابِ علاقتك مع الكون وليس منجز خراب اشتباكاتك مع المجتمع.


11
ما يجعل الوجود ضرباً من العبث أن حماقات التاريخ العظيمة التي ارتكِبت لا يستطيع أحد تصحيحها.


12
الله مريض في بيئة لا تناسبه، أنت الذي لا تؤمن به لماذا تعمل ممرضاً عنده؟


13
مؤلم وعبثي أن تبرهن العبث في عالم كل ما فيه يفور عبثاً، ولا يريد الاقتناع بذلك.


14
لا يسائل المؤمنون إيمانهم. لذلك يبدون مسيئين للذي يؤمنون به.


15
لا يشكك الأتباعُ بتعاليم معلّمٍ شكّك َبالتعاليم، ثم آمنَ بما قادَه إليه الشكُّ.


16
تموّهُ مشاعرَكَ وأفكارك في الكتابة، التمويه هنا ضربٌ من العري، ممتع أن يصدّق اﻵخرون هذا الادعاء.


17
داخل يومك راهنٌ جارٍ على هيئة ماضٍ متمكّن مستحيله.


18
حدّقْ في الصوت ترَ عقلَ العتمة.


19
مسلٍ أن ترقب هذه الكائنات الخارجة من غرفة نوم الوعي.


20
الحق يتوارى ويتوارى ويتوارى حتى ينعدم لن ترى صورته، لكنها صائرة.


21
السوء سوق باعة ومشترين.


22
سوءة كونك هنا إن هي إلا انبهارك باللاشيء.


23
ينتصر من لا يستحق الانتصار على من يستحق الهزيمة.


24
في الحب تهبُ المحبوبَ نقصاناتك لتكتمل فكرة الحب.
أنتما ثمرتان ناضجتان على شجرة تموت.


25
الحب الذي يعلق في الكتابة والتاريخ هو ذاك الذي يخوّض في وحل الوعود.


26
أنت ترسم في العتمة وراء الصورة. لن يراك أبناء (ال هنا).


27
ثيران المتن هائجة، لم يعد للهامشيين هامش.


28
ملعون أنت، إذ أن الأبد وشم على قلبك وأنت وشمُ قلبٍ في قلب وشمٍ ممحو.


29
الزمن كائن، استطاع البشر أن يدجّنوا ظلاً من ظلاله في استطيل الإدراك. بينما جسده هائل في الخواء.


30
خيبتك بنفسك افتنان يكتمل وينقص. افتنانك الكامل الناقص بنفسك خيبتك بافتنانك بأي شيء.


31
الزمن يكبر وحده مدللاً بعيداً.. بعيداً. وجوده افتراضي وأقاربه افتراضيون، هو الحقيقي الذي يرمي لنا فتاته أمكنةً.


32
عنفهم غاية في الشذوذ. حتى أنه يفتقر إلى جذره الحيواني إنه شرور الإنسان وقد تراكمت عبر قرون، عنفكَ تأليف نسيانات.


33
للتو دخلتَ إلى لغتك فوجدتها مسروقة وداخلها كائنات مشوهة. كيف لظل واحد أن يطرد أجساداً كثيرة؟


34
بعد أن هدّته الثمالة قال المكتبيُّ: كل معرفة هي تناص مستقبلي مسلّ عن الماضي، لا عن نسخ واضحة غامضة عن الماضي. ثم أخذته نوبة ضحك وبكاء هستيرية وهو يلهج :جهلٌ ممتعٌ معرفتنا.


35
تتفرج على جمهور يتفرج على أبطاله المثيرين للشفقة. إنها لعبة مضحكة.
لم تعد لتفكر بمقاومة التفاهة. إذ كيف لفرد أن يتصدى للكوارث الطبيعية. وكيف لك أن تقنعهم أن هذا الكوكب الذي يسمى الأرض درنة قيح صغيرة.. صغيرة جداً على جسد الكون؟ لدرجة أن استئصالها على وجه السرعة ليس بهذه الأهمية. ومع ذلك ستزول.


36
ينجح الندم في تشكيلك وأنت ماض من الحياة إلى النص.


37
تخاف من نفسك كلما اعترف بك أحد.


38
ما أقسى أن ترى حياتك معانيَ لكلمات لا تحب استخدامها
تذكّرْ، كلُّ تحديدٍ تهجيرٌ. فامكثْ في ندمِ التنقلِ قوّالَ جهاتٍ.


39
ليس هناك حظيرة لتعود بقطيع مخاوفك إليها.


40
بعض القراء، بطريقة مغشوشة يحبون ما لا يفهمونه. معظم القراء يقفزون فوق ما لا يفهمونه، إن لم نقل يكرهونه. يعني .. كم محزن أن تقرر البساطةُ مصائرَ المعقّد.


41
الوحدة عادة والهروب منها له أن يصبح عادة والتبرم من العادتين عادة ثالثة. هكذا يكتمل مثلث الموات، هكذا ينغلق مثلث الضجر. أما الخروج منه فإدراكنا أننا فيه، والبدء بتحطيم
أحد أضلاعه.


42
لم يبق شيء يستحق المديح سوى اليأس. مع هذا هو لن يفعل.


43
كم من القسوة المبهجة أنّ لا أحد في حياته ليخونه.


44
منذ آلاف السنين كانت الموجودات تثير وتحرض وتحفز العقل، ثم حدث أن العقل بدأ يثير ويحرّض ويحفز. وأيضاً ينتج موجودات ال هنا واﻵن. جيد، لكن من يستطيع أن يُوقف اقتحامات ال هناك وعصف الزمن المفتوح؟

بكلمة أخرى، الوعي البشري الراهن من حيث لا يدري يعيد إنتاج الأسطوري القديم لكن بأدوات ال هنا واﻵن الملغومين بنقائضهما، يعني فيما يعني أيضاً، أن الأدوات حققت قطعاً كمياً. لكن ليس له أن يكون قطعا مطلقَ نوعي ولكن بطريقة أخرى، طريقة مركّبة أخصبت تجليات الإلهام.

أود أن أصدّق أن إدراك قلة منا أن وعيننا عن أنفسنا والكون ناقص يعني فيما يعني بعض أسباب عدم عدمنا حتى اﻵن.

(من كتاب سيصدر قريباً)

*شاعر سوري مقيم في نيويورك


دلالات

المساهمون