ورقة معلّقة على بوابة الغرق

ورقة معلّقة على بوابة الغرق

29 نوفمبر 2017
محمد المليحي / المغرب
+ الخط -

كنت تدقّ كثيراً كل صباح
لكنها ساعتي فقط
فكان الفراغ.
--

كان وشاح الفضاء صغيراً
كغيمة صيفية ساحرة
لا تكترثُ لي
حتى رحلتُ.

--

كُنتَ تمضي عاتياً
تتدفق لتبقى على الوريدِ
كحِبرٍ معتّق بالندى.

--

كُنتَ أول صوت،
والبحر بيننا
لا ينشّق.

--

تؤرقني ذاكرتي
فؤادي الخائن بِك
كلّها تصرخُ للسماء
وتضيء الارض بي
ولا شيء مِنك.

--

الأشياء المزعجة نكتبها
علّها تختفي.

--

كُنت أكذب عندما توقفت عن نبضّك
هكذا نَظَر إليّ دخان سيجارتك.

--

كل الساعات تدقّ فيّ
كلحن الصعود
والفرار منك
كل ساعة.

--

جَشَعي فيك لا يكتمل
بَل لا يريد
فدعنا ننطوي
صفحة
صفحة
تلتفّ حولي
فأرتعش.

--

أعذب لحظات الافتتان
عندما شعرتُ بالدخان الخارج من صدري،
هكذا تعلّمتُ أن قلبي يحترق بِك.

--

كل المفاجأة أنكَ كنتَ أنتَ
وأنا لم أعُد أنا.

--

كان يشبه رائحة الخبز
يحترق كثيراً
ثم يقترب
وينتهي في روحي.

--

عندما تباغتني بمرورك
تبتسم الحروف معي
وتبتسم عيونك
فكان الليل.

--

يا إله العاشقين
أناجيك في قلب السماء
فقد صلبوني بحبّهم
وليس لي لا حلّ ولا ترحال.

--

كيف لي أن أكتب الحزن
هو يدخل علينا مثل جبريل
فكل الأسئلة تمطر بين قطرات المطر
لكنه دمع لم يسمعه أحد.

--

فقدت الذاكرة
كعلبة الشيب هذه
كل شيء تدحرج منها
إلا أنت.

--

أتركُ آخر ورقة مبلّلة
ألعقها كملفوف قديم
معلّقة على بوابة الغرق
يسلّم عليّ جندي السماء
فيخرج راهباً متصدعاً من كَربِ العشق.

--

هُم لا يحبّون الحرية،
فهُم يخافون دواخلهِم.

--

ابتسمي لأنك أروع
من كل سيوف القبيلة.

--

كُنّا كلوح محفور في السماء
للمسافات
فلم يصدّقنا أحد.



* شاعرة من العراق

دلالات

المساهمون