تقف على قدمين وتختفي

تقف على قدمين وتختفي

26 اغسطس 2016
+ الخط -
عندما أموت،
أريد أن أصير قارباً..
وأبحر في الزرقة.
أريد،
-أنا اليباس،
المعجون
من حزن الأرصفة،
وصفعات الأمّهات
الخشنات،
والخطوات الوحيدة-
أن أصير غروباً
وأُبحر إلى نفسي.
الآباء حجزوا
قبورنا الرخامية،
والأمّهات اخترن
ألوان التوابيت.
ورد الجنائز
جاهز للقطف..
والعربات في الخارج
جاءت لحمل جثّتي.
خطوات كثيرة
وراء الباب الموصَد.
ولا أحد علّم الجثث
كيف تفتح أبواب المشارح..
كيف تقف على قدمين
وتختفي،
في العتمة.
وأنا،
أريد أن أصير ضياءً
وبحيرات زرقاء
وصوت خطوات قديمة.
والعربات في الخارج..
جاءت لحمل جثّتي.
أمي تُكدّس
حزني القديم
في صندوق خشبي.
والأب الميت
منذ الطفولة،
عاد
كي يُشيّع نفسه.
وأنا، لست إنساناً
كي أتكوّم في قبر..
أنا ابن الأرصفة،
الذي أطعم
لحمه النيء
لفم الشوارع..
وعندما كنت صغيراً
كنت يراعة
ومجدافاً خشبياً..
وكنت ظلال الحزن
في بيتنا القديم.
لكن أمي غزلت مني
صبيًا صغيرًا
قالت: كن ابني.
وعندما كنت في المهد
كنت أتذكّرني،
حينما كنتُ
دمية ثلجية..
وأبكي الصقيع،
في الخارج.
لكن أمي،
جعلتني صندوقاً خشبياً،
وأخذت تكدّس الأحزان
في قلبي.
والعربات في الخارج،
أيها الهواء الأخير
والعشب الأخضر
الذي سأفتقد..
جاءت لحمل جثّتي.
وأنا،
لست إنساناً
لأتكوّم في قبر.
أنا،
صوت الحياة المكتوم
وأريد طفلاً
لا ضحك في حنجرته.



* شاعرة من مصر 


دلالات

المساهمون