جان إميل

جان إميل

14 يوليو 2016
نبيل عناني/ فلسطين
+ الخط -

"المقاومةُ أن تحملق 4 ساعات متتالية في حرْشٍ بعيد عبر منظار مَعطوب"
"المقاومة أن تمشي" كتب جان إميل،
الهادئ كحرب عصابات سريّة في أنفاق الروح،
على صخرة من جبال الخليل
وكان ذلك قبل أن يوجِزَ قلبَه
في مُدوّنة الفضاء
ويرسلَه، دون تنقيح، في بريد الغيوم
شعوبٌ من الصفصاف والحور والبتولا والقيقب والصنوبر احتشدَت
وأحنَت أغصانَها الثكلى احتراماً للولد الذي لم يضلّ الطريق
وعاد إليها فكرةً خضراء
بعد أن نشر في الأرض السجينة إرثها الثوريّ
المتطرّف في انحيازه إلى عبقرية الماء
وإلى فصاحة الضوء اليوميّ البسيط في تفسير التراب
ومشى طويلاً في شعاب الألب شاهقة الثلوج،
مستأنساً الوعول والنسور التي تذبحُ هواءَ القمم وتمضغُه نيئاً
وتتدفأ على نار حريتها عندما تنخر الوحدة عظمها
ليدرك أن "المقاومة أن تتحلّق مع رفاقك حول النار ليلاً، لتتأمل الجنود عبر المنظار"
في جبال الخليل.

جان إميل لا يزال يمشي.. ويرى.


* جان إميل، ناشط إيطاليّ من مقاطعة Valle D’Aosta في شمال إيطاليا، تطوّع طويلاً في الخليل لحماية طلاب المدارس الفلسطينيين من اعتداءات المستوطنين. لاقى حتفه منتحراً.

** شاعر من فلسطين 



المساهمون