عن الحُبّ والغابة

عن الحُبّ والغابة

11 يوليو 2016
إبراهيم الصلاحي / السودان
+ الخط -

عن الحُبّ
أغنّي للصعاليكِ والقتلى،
حنجرتي مذعورةٌ مثل نايٍ من الدَمّ
آهٍ أيها الحُبّ، يا سيّد الانهيار
امنحني بشارةَ المِلح والنسيانْ، واترك لنا صُورةً في رحيلك.

*** 
هُوَ الحُبُّ يأتي ببطءٍ، ودونَ أذىً
ثمّ يمضي كأرنبةٍ
تعثرُ الآنَ في غابةٍ فتموتْ.
أمسِ،
كُنّا تركنا اللواتي تنشّقننا كالبُخورِ
وعُدنا فُرادى بلا مِشْرَطٍ في اليدينِ
ولم ننتحر.


عن الغابة
امنحي الزُجاج عنصره الصقيل
كيما تشفّ جُروحيَ بالفراشِ المُضيء ... والورود المُزمنة.

***
تركنا نبات الوُعول على حجر في البراري
ولكن إلى أين تأخذنا يا قليل المَسرّات
يا سيّد الغابةِ الآن.

***
يا تُرابَ الغاباتِ اتبعني إلى الرَدْمِ الكبير،
اتبعيني إلى الشجرةِ يا فراشاتُ،
عائلة الليل أنا،
والفأسُ الولّادةُ فأسي.


المناجاة
إلهي. خُذني إليكَ أخذ العزيز. فالسماءُ كلّها لك.
أَمْرُها والأسماءُ لك. إلهي. حصانيَ الآبقُ مات.
ولا شجاعة لي في استعادةِ اللجام الأشدّ. إلهي.
سوف تثقل رأسي إذ أفكّر في أن لا تضلّلني الورود،
وأن يمنحني الغفران أغلالهُ،
وأن أهتكَ الرغبات - الحَمَلْنا وزرها-
بالأوبةِ والبكاء. فاجرح فؤاديَ يا إلهي.
مُديتي حيرتي، ودمي صلاتي.
وهأنذا بعد أن فرّقتني الأرضُ في مناكبها
أجمعُ تفّاحة الخلق الفاسدة.


* شاعر من فلسطين / الخليل

المساهمون