ذات يوم وصلت قصيدة

ذات يوم وصلت قصيدة

08 يونيو 2016
(الشاعر)
+ الخط -

غاندي والشعر
ذات يوم وصلت قصيدة نحيلة
إلى غاندي في معتزله
لتلقي نظرة خاطفة على الرجل.
غاندي الذي كان يغزل خيطه
في اتجاه إلهه
لم يعر أي التفات
للقصيدة الواقفة ببابه.
تنحنحت القصيدة
فنظر غاندي إليها شزراً

من خلال نظارته، تلك التي شهدت الأهوال.
سألها: "هل غزلت خيطا يوما ما؟
هل جررت عربة قمامة يوما ما؟
هل وقفت في أدخنة مطبخ في صباح باكر؟
هل تضورت جوعا في يوم من الأيام؟"

أجابت القصيدة: "لقد ولدت في الغابات
في فم أحد صيّاديها
وقد تربيت على يد أحد صيّادي الأسماك في كوخ،
ومع ذلك لا أعرف أي عمل، فقط أغنّي.
في البداية كنت أغنّي في بلاط الحكام،
عندئذ كنت ممتلئة وجميلة
ولكنني الآن أتسكع في الطرقات
نصف جائعة".
"ذلك أفضل"، قال غاندي بابتسامة لها دلالة،
"ولكن يجب أن تتخلصي من عادة الكلام أحيانا بالسنسكريتية.
اذهبي إلى الحقول
واستمعي إلى لغة الفلاحين".
تحوّلت القصيدة إلى حبّة من الحبوب
وجثمت منتظرة في الحقول
إلى أن يأتي مزارع
ويقلب التربة البكر
المبلّلة بالمطر الجديد.


الدهليز

إنني أمشي في هذا الدهليز
منذ وقت طويل
دون أن أصل إلى غرفتي أبداً.
هذا الدهليز هو خط الاستواء
الذي يدور المرء حوله إلى ما لا نهاية
وهو الصحراء الكبرى الحارقة
التي لا يستطيع المرء أن يعبرها سيراً على الأقدام
وهوالقطب الشمالي المتجمد الذي يستعصي على السباحة.
أعرف أن لي غرفة في مكان ما
وصديقا لم أشاهده أبداً
وقصيدة لم أكتبها أبداً
في انتظاري هناك.
أسأل المارين:
"إلى أين يؤدي هذا الدهليز؟"
إنهم لا يعرفون.
هم أيضاً يبحثون عن غرفهم
ولكنهم لا يمتلكون المفاتيح
لفتح غرفهم
حتى لو وجدوها.

* K. Satchidanandan شاعر هندي من مواليد كيرلا عام 1946 يكتب بلغة "الماليالم"، كما يكتب النقد بالإنجليزية، أصدر أكثر من ثلاثين مجموعة شعرية وقرابة ثلاثين كتاباً نثرياً. 

ترجمة: شهاب غانم

المساهمون