غير آسفة لإزعاجكم

غير آسفة لإزعاجكم

20 يونيو 2016
رضا عبد الرحمن/ مصر
+ الخط -

يصيبني الغثيان حين أسمع شاعرًا يقول إنه لا يستطيع أن يكتب الشعر إلا حين يستمع للموسيقى، طبعًا أنا لست وصية على أحد، إذ لكلٍ طقوسه وعاداته وأطباقه المفضلة.

لكن وبكل بساطة لا أستطيع أن أتقبل شاعرًا يكتب شعرًا وهو يستمع للموسيقى، أتخيله يفعل ذلك وهو يمضغ العلكة وينظر لساعته كل حين ليعرف الوقت الذي تبقى له كي يسلّم قصيدته.

لا أعرف، ربما لأن الشعر مرتبط لديّ بجروح المعصم ومروحة السقف وكم المرات التي اضطررت فيها لأن أكتبه لمجرد أن أنقذ نفسي. على كل حال، لا تأبهوا لهذا الهراء، فأنا لست شاعرة، وطبعًا هؤلاء الشعراء الذين حين يكتبون يمضغون العلكة ويستمعون للموسيقى هم الأجدر بهذه الصفة. إذ إن غالبيتهم ذوو باع طويل في الشعر (لا أعرف لماذا أتذكر النياق كلما ذُكرت كلمة باع).

على كل حال، لا تهتموا، أنا شخص فظ، لا أبتسم للغرباء، وأجد أنه من الفظاعة أن يتصافح شخصان لا يعرفان بعضهما، لا أزور الأقارب ولا أجلس مع صديقات والدتي، ودائمًا أدير وجهي للجانب الآخر حينما يهم شخص ما بتقبيلي- على خدي طبعًا وأقصد قبلات التحية- لأن الناس يترددون قبل أن يتحدثوا معي أصلًا، لذا لا أعتقد بأن أحدًا قد يفكر بقبلات من نوع آخر، وهذا أفضل على كل حال.

على كلٍ، كل هذا الهراء ما كان يجدر بي كتابته، لكني غير آسفة لإزعاجكم.


دلالات

المساهمون