امرأة بلا جسد (7-7)

امرأة بلا جسد (7-7)

19 مارس 2016
(من المسرحية، تصوير: مارا براتوس)
+ الخط -

عندما تشتعل الأضواء، نرى ماريا تمشي مع ملادين وبيشتا وتدخل الشقة. بجانب شمعة ما زالت مشتعلة، نرى صورة لـ مارتن. الجميع يرتدي الزي الأسود.
صمت.

ماريا: تفضّلوا... اجلسوا.

ملادين: لا... الأمر الأكثر أهمية الذي تحتاجينه الآن هو الراحة ولو قليلاً... إذا احتجت أي شيء على الإطلاق، اتصلي بنا...أنا أو بيشتا... في الليل أو النهار.

ماريا: الآن استوعبت لماذا كان مارتن دائماً يعتبركما أعز صديقين.

ملادين: لن أسامح نفسي عمّا حصل له. لو كنتُ أعرف ما الذي كان سيفعله ما كنت لأتركه وحيداً.

ماريا: شكراً على كل شيء... (مخاطبةً بيشتا) إذا أردت، تعال في أي يوم لتختار شيئاً من خزانة مارتن... هناك العديد من البدلات التي لبسها مرّة أو اثنتين. ربّما تناسبك.

بيشتا: لدينا وقت...سآتي الأسبوع القادم.

ملادين وبيشتا: إلى اللقاء... سنراكِ مساءً في القداس.

ماريا (مخاطبة ملادين): سلّم على زوجتك... اشكرهاً على الفطائر التي حضّرتها للضيوف.

يغادر ملادين وبيشتا.
تجلس مارياً وحدهاً في الشقة.
نسمع بعد لحظات جرس الباب خلف الكواليس.

تذهب ماريا لفتح الباب.

ماريا (من خلف الكواليس): تفضّلي... أرجوك ادخلي.

إيما (من خلف الكواليس): لا أريد أن أزعجك.

ماريا (من خلف الكواليس): إنك لا تزعجينني.

تدخل ماريا الغرفة مع إيما التي ترتدي ملابس مختلفة كلياً عن تلك التي كانت تلبسها في المشهد الأول. لا تلبس أية ملابس مفرطة كماً كانت في السابق.

ماريا (تتقدّم): جميل جدّاً أن نراك... كنت أريد أن أجدك، حتى أشكرك على البرقية التي أرسلتهاً وعلى حضورك الجنازة (بإخلاص) هل تريدين بعض القهوة؟

إيما: لا شكرا... لا أريد أن أزعجك.

ماريا: سامحيني على ردّة فعلي في ذلك اليوم.

إيما: لا تقلقي... ربّما كنتُ سأتصرف بالطريقة نفسها لو وجدت ابني مع امرأة مماثلة... فقط، أردت أن أعيد لك هذه... (تعطي ماريا ظرفاً) هذه النقود التي أعطاني إياها صباح ذلك اليوم.

ماريا (تعيد الظرف إلى إيما): أرجوك خذيه.

إيما: لا، لا...هذه نقودك... الآن من المحتمل أنك بحاجة إليها أكثر مني... آخذة بعين الاعتبار أنه لم يحصل بيننا شيء.

ماريا (تصرّ على إيما لتحتفظ بالنقود): أعرف أن مارتن يريد أن تأخذيها.

إيما (ببرود): من ابنك وأصدقائه لا أريد أي شيء. إلى اللقاء (تهم بالمغادرة).

ماريا (متفاجئة): هذا يعني أنك تعرفين عن؟

إيما (تتوقّف): لا، لا أعرف... في تلك الليلة، عندما جاؤوا إلى بيتنا، كان الجميع يغطّي وجهه ولا يتكلم، لأنهم لا يستطيعون أن يخفوا أصواتهم... الجميع ماعدا رجل واحد... في لحظة ما لم يستطع أن يسيطر على نفسه... قال كلمتين فقط "قيّد العاهرة!". لن أنسى ذلك الصوت... من فترة ليست طويلة عندما تحدّث ذلك الشخص، في الجنازة، عن شجاعة وشرف ابنك استوعبتُ ما الذي تحدّث عنه، ولماذا طلب ابنُك منّي أن أتزوّجه.

مارياً صامتة.

ماريا: لماذاً جئتِ؟ كان باستطاعتك إعادة النقود بالبريد.

إيما: أردت أن أسألك ما الذي تعرفينه عن ذلك.

ماريا (غير متأكّدة ومرتبكة): أنا؟! لا أملك كلمة واحدة كي أعبّر لك بها عن أسفي لأجلك... أصلي لله كي يسامح ابني... وإذا كان بإمكاني أن أساعدك بأية طريقة، أرجوك أخبريني...

إيما (غير متوقّعة): في هذه الحالة، هل تريدين أن تشهدي في المحكمة؟

استراحة قصيرة.

ماريا (قلقةً): عن ماذا؟

إيما: عن ذلك... فقط قولي ما الذي أخبرك إياه ابنك بالضبط.

ماريا: كيف تعرفين ماذا أخبرني؟

إيما: أعرف أنه أخبرك كل شيء... هذا ما جعلك فجأة تعاملينني بلطف... أيضاً هذا ماً رأيته من نظراتك لي في الجنازة.

ماريا صامتة.

إيما: من دون شهادتك، لا أحد منهم سيُتَّهَم أبداً. في الحقيقة أن تتذكّر عاهرة صوت أحدهم، فإن ذلك لا يثبت شيئاً.

ماريا: أعرف، لكن... إنهم أصدقاؤه... ملادين لديه طفل جديد سيولد قريباً.

صمت.
إيما تنظر إلى ماريا.
ماريا لا تستطيع أن تنظر في عينيّ إيما.

إيما (خائبة): اعتقدت ذلك... إذا قرّرت في أي وقت، تعرفين أين تجدينني...

إيما تغادر.

ماريا: ابني لم يغتصبكِ.

إيما (تتوقّف وتنظر إلى ماريا): كيف عرفت ذلك؟

ماريا: أخبرني.

إيما: الآن أعرف ما الذي فعله في ذلك المساء... إلى اللقاء.

ماريا: ماذا فعل؟

إيما (تنظر الى ماريا): هل تريدين حقّاً أن تعرفي؟

ماريا صامتة.

إيما: قيّدني بشدّة من يديّ، بينماً فعل أصحابه ذلك بي... ذلك هو الشخص الذي صرخ فيه صاحبه "قيّد العاهرة".

إيماً تهمّ بأن تغادر ثم تتوقف وتنظر الى مارياً مرّة ثانية.

إيما: صلّي لأجل ابنك، أيتها السيدة، صلّي...هذا أكثر شيء يحتاجه الآن.

إيما تغادر.
ماريا المصدومة بوضوح تظلّ وحدها تفكّر ملياً ثم تجلس إلى جانب الطاولة وتبدأ بالصلاة.

ماريا: أبانا الذي في السماوات، ليتقدّس اسمك، ليأت ملكوتك.

الأضواء تبداً بالخفوت وصوت مارياً ينخفض شيئاً فشيئاً. وميض الشمعة في الظلام يتقلّص... يضئ، ثم يخمده شخص ما.
ظلام كامل.


[تمّت]


* Mate Matišić كاتب كرواتي من مواليد 1965

** ترجمة عن الكرواتية أحلام بشارات وجوليا غالبينوفيتش


اقرأ أيضاً: امرأة بلا جسد (1-7)
اقرأ أيضاً: امرأة بلا جسد (2-7)
اقرأ أيضاً: امرأة بلا جسد (3-7)
اقرأ أيضاً: امرأة بلا جسد (4-7)
اقرأ أيضاً: امرأة بلا جسد (5-7)
اقرأ أيضاً: امرأة بلا جسد (6-7)

المساهمون