لا تلمح منها إلا هيبتها


لا تلمح منها إلا هيبتها

11 ديسمبر 2016
تيسير البطنيجي / فلسطين
+ الخط -

1

”قوس الزرّارة"
يحني رقبته ويميل قليلاً.


2

ناتئة كل الأشياء المحمولة في يده، رجل
ويردّد بعض كلام
مختنق
قالوا:
هذا الحَج محمدْ.


3

يمشي بهدوء،
ورواسخ أخرى كانت معه
لا تلمح منها إلا هيبتها
يتأمّل
كل الأصوات المهجورة فينا، ينساب إليها
يمسح
ويُعَلِّم دوماً
كيف تكون جليلاً في كل بلاد
أو كل تراب،
ويقول الباعة:
كان يمرّ صباحاً، نعرف أن الساعة سادسة إلا...،
كان الحَج محمدْ.


4

وتقول القصة أن الرجل الغارق
والمغرق أيضاً
بعد الأمتار الخمسة
كان يَسُحُّ دموعاً
والمرأة كانت تمسح خدّيها
ويقول جدار متكئ 
أو يشهد
أن سؤالاً وجواباً قد دلفا في نفس اللحظة.


5

والولد الشاطر يجلس
فوق الإسفلت تماماً
"يَتَفَعفَل"، يده
تمتد إليها
هذي الأم المأخوذة بالوطن الهاجس
ويقول كلاماً:
شو يعني "مصهلل"؟
هَلّا بِدّي أعرف.


6

قالت:
ما في أحسن من هيك.
قالت أيضاً...،
والتمعت مفردة بسماء
والسلَّة كانت في يدها
وانزلقت قدم، واستُبدِل عنها
صوت نشيد يتأتّى من أقرب مدرسة في جَسَد الشارع.

* شاعر من فلسطين 

المساهمون