مع النّحل حتى عنابره

مع النّحل حتى عنابره

19 نوفمبر 2016
إبراهيم بريمو/ سورية
+ الخط -

موعد

لماذا لا تتركينَ ذلك القمر العملاق لحتفه النوراني .. وطلعته الآفلة؟
فأنا أريد أن أضمّك الليلة دون أن أتذكّر أنّي فقدتكِ سبعين سنةً إلى الآن!


يوسف

اعتراني دمكَ بنكرانهِ يا حبيبي، وأنا أكابدُ فيكَ ما لا تُكابده، وأتحدّرُ من ماضيك ونسلك. وإذ قمصان أبيك على عينيك؛ يُبصر قلبكَ من خاضوا البئر بدلوك، ثمّ انبثقوا منه فرادى. وإذ كاد يشغفهم دلالكَ.. أعادونا إليك.


صنم العائلة

أسوقُ النباتات إلى وعورة الدَمّ،
والقطط الناعسة
إلى حجر القيظ المكسور،
إذ الفقدُ أجهلُ من رمية النرد،
والحبُّ أعبدُ من صنم العائلة.


وليمة

أنا الخارج من شعاب اللهو. أقرع الطُبول كلّها، وأبعثُ للنساء اللواتي فقدتهنّ أنْ اصنعن منّي وليمةً للضباع في المخلاة، ورزقاً للطيورِ في الفلاة. وليكن الحبُّ آمناً أكثر بعدها؛ مطلقاً وعصيّاً على النوْل. تلكنَّ أُنشوطتي أعقد بها وتدي الأشدَّ تحت بيوتكنّ فقرنَ فيها. ربما تهوي بي المعازفُ وآلاتُ الحفرِ الثقيلة.


امرأة

(1)
تمضي مع النّحل حتى عنابره مثل ألم الوردة الشخصي، ثمّ تدخلُ طابور الخبز بهيئة الفرّان. ذلك الذي تعِبَ من الحمأة والحُبّ.

(2)
تشرّبتكِ العناقيدُ كلّها،
حتى انتبذتُ لها من جُروحيَ ما يكفي الكروم من السُكْر
والتماثيل من الهدْم. ثمّ إنّ المراثي لا تُحدث الفرق،
ولا الشمس البطيئة إذ لا تنضجُ الكلمات تحتها.
وإذ تتعرّق في آنية الطين ورودكِ
أنحتُ من أصابعكِ العشر
المرارة والمسرّة والرضى.


* شاعر من فلسطين

المساهمون