مقامات

مقامات

06 سبتمبر 2015
سري خوري / فلسطين
+ الخط -

مقام راست
ترقصُ
أعني بالطبع أساورَها الذهبيةَ
حين يطير اللحنُ إلى الأعلى بذراع العاجيّةِ مثل حمامةْ
قلبي أيضاً يدبكُ مع "رنّة خلخالِ الزينة"
وتمدُّ العين أصابعها لو لمحتْ في الرقبةِ شامةْ

 

مقام سيكا
ضحكتها مغناة البدو على طرف الصحراء
وطقطقة النرد بكفّ الشيخ على باب المقهى الشرقي
يا شَعر العربية حين يُشَدُّ على قوس ربابة!
يا لخرير الضحكة حين "تنط" عن الأوتار وحين تشق الليل صبابة!
لو رفعت تلك السمراء ذراعيها للرقص
يعج الجو بريح العود الطالع من إبطيها..
مشيتها قانون يسري من باب الكون ويبلغ محرابه..

 

مقام كرد
يا حزني اللص!
من علّمك المشي على أطراف أصابعك؛
لتدخل كالقط الأسود من تحت الباب،
وتجلس مزهوّاً في بهو النص!
من واءم بينك والموسيقى.. من أعطاك مفاتيح الرقص!
يا حزني اللص..
اتركني بضع دقائق، لم يعد القلب الناطور قوياً،
كي يحتمل الفاجعة مراراً..
ها هم كالنهر الشرير يمرّون بروحي،
كل يخطف مني أحلى ما بي، ثم يضيع كخيط حرير في الريح
وها أنذا أصفح، أو أنسى ..
أخلع أسباب الحذر جميعاً،
ها أنذا أتخلى عن أبواب الحرص..
يا حزني اللص..
تعال...

 

مقام نهاوند
الفرس الواقفة على طرف البحر بساقين،
إذا شهقت.. تنحلّ أغاني العرب على وجه الماء..
وإن صهلت في وجه الريح انكسرت كل سيوف الروم الآتين غزاة،
وإذا ولّت وجه فصاحتها شطر الكعبة ينهزم الشعراء..
الفرس الواقفة على طرف الماء
تراوغ عين الحارس ..
لو نزلت خطوتها في الماء يجن البحر ويعدو.. في شريان الدنيا
من أول عازف "أرغن" في أمريكا اللاتينية.. حتى آخر راقصة في فارس.

 

مقام صبا زمزم
أخشى أن تتجدد فيَّ الدمعة لو سقطت
ها أنذا أحفظها في قلبي من شر العَيْنْ
أخشى أن يكسرني صوت بكائي في حضن الوحدة
ها أنذا أضمره؛
أبتسم الآن..
وحزني القاتل دَيْنْ
لا بد أسدده، لو مر اسمك في البال على غير هدى
إذ أخرست الأرض خطاك على جسد البَيْنْ!

 

مقام بياتي
الضحكة سرب فراشٍ
أما الحزن فسرب نوارس تترك ميناء البلد وترحلْ
خطوتها في خفتها مثل أغاني "جورجيت صايغ"
أما يدها إن رفعتها سبعون ملاكاً ينزلْ
يا للشعر النازل مثل الآية بين الكتفين ويا للشامات تدل الضائع
أو تجعل من صحراء التائه منزلْ!

 

مقام حجاز
يعلو في البال جدال القهوة والهالْ
قد سمع اللهُ القلب الخشبيَّ المقطوع من الشجرة يجهش في الموّالْ
فردًا أفردُ صوتي في الوديانِ
أنا مخلوقٌ في كَبَدِ البدوِ على كتفِ الترحالْ
أنصبُ بيتَ الشِّعر على جفنيها.. أتمددُ فوق سرابٍ يسعى
من حزنُ الحوراءِ إلى فرح الخَلخالْ

 

مقام عجم
أيتها البنتُ المزدانةُ بنشيد الشفتينْ
أيتها العارفةُ بحال العاشق..
تضعين القلبَ المتولِّهَ -أولَ سكرتهِ- بين هلالينْ
حوضُكِ منجاةُ الأسماكِ من الصيدِ وعينكِ مصيدةٌ
خمسون ملاكاً ميمينةً.. خمسون ملاكاً ميسرةً
يتحلّون بذِكْركِ فوق الكتفينْ
ينشقُّ سوادُ قميصكِ عن شفقٍ يتمددُ في فجرينْ
حتى أسمع خصلةَ شعرك تهمسُ:
حيّ على النمشِ المنثور على ناصية النهدينْ.



* شاعر من فلسطين

دلالات

المساهمون