عبور

عبور

13 سبتمبر 2015
موسى غوموس/ تركيا
+ الخط -

في محطة "أوركيناأونا" عبرتُ مسرعاً ولمحتها. ضيفتك التي شاطرتك السكن لأُسبوع. الشقراء الخجول، ابنة العشرين القادمة من قرى بوخارست. إلهي!

أتكون هي الجالسة بجوار فتحة المترو، والكوب أمامها، وتمعن النظر في الأرض؟
وأسوأ ما في الأمر، أنك لم تستوثق المشهد، إلا وقت الخلود للنوم.

حينها تأكدت أنها أَلينا، وأن ما رأيته لا يُدحض، كما لا يمكن الشفاء من مفاعيله القادمة.
ألينا الأرقّ من مطوَّب، والنبيلة كنبات.
ستعود في اليوم التالي للمكان، ولن تجدها.

وستبقى شهراً كاملاً تعاني عقدة ذنب، مع أنك تعرف حالات كثيرة لإسبان، كانوا مستقرّين في ذيل الطبقة الوسطى (بيت وسيارة وعمل) وعلى غفلة، التحفوا الشوارع وفتحوا القبّعات.

تستوعب وتعرف ثم تنتفض وتصرخ: إلا هذا الجمال، بحق الجحيم! ألا يكفيه بهدلته السابقة في الرابال، حتى ينزل اليومَ لدرك أوطأ؟

ثم تعود وتقول كلا. أفضل لها أن تفتح القبعة من أنواع أخرى من البهدلة.
ثم تعود وتقول، في مدينة استبدلت يسوعها باليورو، من يعبأ بالجمال حتى لو كان استثنائياً؟
الرأسمالية سلّعت البشر. الميثولوجيات في هذا الجانب، أقل سوءاً بكثير.

المساهمون