اذهب إلى النافذة وكُن مساءً

اذهب إلى النافذة وكُن مساءً

20 نوفمبر 2015
كارمن لافون/ إسبانيا
+ الخط -
تحوّلات
إنه عصرُ الظهيرة
حين تكون كلّ الساعاتِ نائمة
وتظلّ أنتَ صاحياً
لأن القصيدة تبدأ من هنا

حرارةٌ تتمدّد فوق كلبٍ بكمّامةٍ على أنفهِ
صخرة عظيمة يمسك بها موازناً ثقلها
أمام دكّان القصّاب
حيث دخل مالكه

حقاً، حرارة مثل هذه
كافية لفتح كتابِ
بحيرة ستارنبرغ وقراءة "إبريل هو الأقسى بين الشهور.."

الذبابُ معلّقٌ
وراء زجاج خزاناتِ
العرض، تستطيع رؤية بطونهِ،
القلوب الصغيرة وهي تنبض

حرارة فظيعة!
أصواتٌ تسقط قطراتٍ
من جباهنا
مثل حبّات عرق

اللحمُ يتلألأ
خلال الزجاج
وحولك
أشياءٌ في حالة نشوة

إنها..

أنتَ تبدأ
لا تجد للعبارة
جواباً.

إلى فولوديا في موسكو
إذهبْ إلى النافذة
وكن مساءً جميلاً
ماذا يفعل المرءُ في الجنة؟
من يموت لا يعود في العالم بعد اليوم
في الجنة يتناولون الآيس كريم
وإن كان هناك لون؟

هل اللون إلا فضاءٌ يحلم به المرء
إنني في بطن الماما
هناك يصنع الرب فطيرة بيتزا
وحين خرجتُ كانت هناك ضوضاء
ماما تصرخُ
أنا أصرخُ
عن الجحيم، وددتُ لو أنّني لم أفكّر به
أنا مقتنع تماماً أنه موجود
العدمُ، على النقيض من أشياء
كثيرة، لونه أبيض
أمّهاتي ينحدرن من القرد
لا أستطيع النظر إلى موزة أخرى
كلّ هذا يُحدث ضوضاء
أعتقد أن الأعرافَ، بين الجنة والنار، غسيلٌ على الناشف
كلُّ شيء في العالم يموت
وإن واصلنا العيش، في الجنة مثلاً.

إنها تمطر!


* Matthias Göritz شاعر ألماني من مواليد هامبورغ سنة 1969

** ترجمة محمد الأسعد



اقرأ أيضاً: كأنْ تُدني وجهك من وردة مريضة

المساهمون