محمد خضير ومهمة توسيع العالم

محمد خضير ومهمة توسيع العالم

01 نوفمبر 2015
(تصوير: أحمد محمود خضير)
+ الخط -

لا تحتاج الكتابة عن محمد خضير إلى مناسبة، بل احتشاد. احتشادٌ وتبصّر بما أنجزه هذا السارد العربيّ طوال مسيرته، منذ أول قصة نُشرت له عام 1962، حتى آخر مقال ينشره أصدقاؤه على حائط الفيسبوك.

شاءت الظروف أن أقرأ كتابيه الأوّلين وأنا في بلادي، فسكنني هاجسُ البحث عنه، أينما تنقّلت بين مُدنها، ولكن هيهات. لم أتحصّل على كتبه إلا في بغداد، حينما وصلتها لأول مرة شتاء 1998، من يديه وأيدي مُحبّيه فقط.

لماذا هذا الولع بحفيد كوكبة من أهم شعراء العربية وناثريها؟ لقد كنت "أعرف" الأسباب في ذلك الوقت، أمّا الآن، فإحساسي هو من يقودني ويدلّني: لأنّ مُنجزه السرديّ إجمالاً يوسّع العالم، كما أنه يُعيد ثقتك به واطمئنانك له، رغم كلّ ما جرى ويجري.

محمد، السادر في عزلته المكانية، هو أكثرنا سَكَناً في قلب العالم، بمعنى السكنى الثقافية العميقة، لا الطفو على السطوح. كم يتريّث هذا المنعزل وهو يحفر ويربط بين الأشتات، ليُعطينا في النتيجة خلاصات مفاجئة لا تبلى، مهما أعدت القراءة.

إني معجب بشكل خاص بـ "كيف يكتب"، كما بنظرته البانورامية للحياة وسُننها الخالدة، سيان في مجموعاته القصصية الأربع، أو في روايتيه الاثنتين، أو كتبه النقدية، أو مقالاته السردية. وأخاله يصنع تفاصيلها الفارقة، بدأب وخبرة عطّار عتيق، من مكانه المختار، في الصفوف الخلفية دائماً.

اليوم، بلغ محمد الرابعة والسبعين، أبلى منها ما ينيف عن نصف قرن في أتون الكتابة، ومع هذا لا يجد الواحد كتبه خارج العراق، إلا ببحث ومشقّة. فإلى متى؟ ومتى سنقرأ أعماله الكاملة، وقد آن أوانُها، في دار نشر كبرى، توصله إلى القراء العرب ما بين شتات الطين وشتات الماء؟



اقرأ أيضاً: السيد المترجم

دلالات

المساهمون