عِناق ليليّ

عِناق ليليّ

11 أكتوبر 2015
نضال الترك/ سورية
+ الخط -

لطالما تأملتُ هذا المشهد الطبيعي المفرط في طبيعيته: طيورٌ تؤوب إلى الأشجار، وأشجار تنتظر أوبة الطيور لحظة المغيب.. الطيور لتنام، والأشجار لتحتضنها طوال الليل، إلى أن يتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود.

وعند عودتها، أعني الطيور، لا بدّ من الكركرة، أعني الجلبة. تلك الجوقة من الزقزقة الأشبه بحديث عاشقَين ملهوفَين.. طيور وأشجار. أسمع في قرارة نفسي هذا اللغط المموسَق، وكأن روحي طائر انكسر به غصن ودار دورة ثم عاد وسط هذا اليم المتلاطم من الطيور والأغصان.

في مثل هذه اللحظات التي يتوقّف فيها الزمن عن الدوران كهُنيهة من الدهر، تؤوب الطيور إلى الأشجار وتؤوب الأشجار بدورها إلى الطيور، فتختلط ألوانهما وأصواتهما بلون تدرّجات آخر النهار وأول الليل.. ورويداً رويداً، تخفت تلك الجوقة بين غصن جناح وجناح غصن.

فيما حفيف الأغصان يُمرجح الطيور الغافية بنسمة من الأحلام الوردية بين آن وآن. مشهدٌ تتمنّى فيه الروح القلقة لو كانت طيراً على شجرة، أو شجرة عليها طير لحظة المغيب.

لحظة تمتد بين الشفق والفجر أطول من أبدية آرتور رامبو التي بين الشمس والبحر التي بالكاد تشبه انطفاء ذؤابة سراج.



اقرأ أيضاً: أيتها الفراشة

المساهمون