التغيير الديمقراطي

تكشف استقالة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون جانبا في الديمقراطيات العريقة، التلازم بين مشروعية البقاء في السلطة و"الاستحقاق الأخلاقي"، فالأغلبية تمنح صاحبها الحق في المنصب، لكن استمراره يظل مرهونا باحترام تقاليد سياسية ذات طبيعة أخلاقية.

ينشط النظام الجزائري اليوم على أكثر من صعيد، سعيا لاحتلال مكانة معتبرة عربياً وأفريقياً وفي ما يتجاوز حدود حوض البحر المتوسط، جنوبه وشماله، وهادفا من ذلك إلى قيادة قطب ممانع للتحوّل الديمقراطي من جهة وحاميا للنظام الرسمي العربي من جهة ثانية.

حمل بيان المؤتمر القومي العربي أسماء 230 عضوا من مختلف الدول العربية، في مقدّمتهم السياسي المصري حمدين صباحي الذي انتُخب أمينا عاما. وأشاد الموقّعون "بالصمود الأسطوري لسورية شعباً وجيشاً وقيادة، في مواجهة الحرب الكونية التي استهدفت إسقاط الدولة".

لم يطأ الكاتب والناشر اللبناني، سماح إدريس، أرض الثورات؛ حتى الانتفاضة اللبنانية لم "تحرّك" عنده مشاعر وطنية، وتتجلّى بمواقف؛ تنحّى جانباً. لم يعلن موقفاً جاداً. منعه "تحالفه" مع حزب الله، باعتبار الأخير "يقاوم" إسرائيل، من رؤية الجديد في التاريخ

يعاني الإسلام السياسي اختلالات وأزمات عديدة، فها هو يهزم في المغرب وتونس بعد مصر. لم يعِ التغييرات حوله ولم يوظف قدراته للتساير معها حتى صارت جملة الأخطاء الذاتية للإسلاميين في الحكم تجعل منه بمثابة ثورة مضادّة، فهو لا يمتلك مشروعاً تاريخياً ووطنياً.

لقد نحرت ثورات الربيع العربي على مذبح مصالح جيوسياسية خارجية، أوروبية بشكل خاص، وتطلّعات استبدادية محلية، وذهبت تضحيات قواها السياسية والاجتماعية ثمناً للمحافظة على ترتيبات وتوازنات سياسية واقتصادية استعمارية، ولتكريس توجهات سلطوية راسخة.