الطفولة

مع كتاب "السيرتان" للشاعر السوري سليم بركات، تجدك بين السطور وأنت تستعيد سيرتك بكل تفاصيلها، تفاصيل حياة الأطفال، أطفال الهامش والأطراف، صيد العصافير، سرقة البيض والغلال، حرق البيادر، حرق القطط حيّة، هدم الأعشاش على الأشجار وبين الحيطان...

سرقني الإنترنت لا إرادياً من البيت، من سكينة الحياة مع الناس حولي، تسلّل إلى أكثر أوقاتي خصوصية، دخل معي إلى مطبخي، بل إنّه يتخلّل صحوي بين غفوة وغفوة أخرى، فمن يأتي باللص القديم الذي سرق التلفزيون في زمن مضى ليسرق "كابل" الإنترنت؟

كان محمد يطلب من الناس التبرّع له، لا للسكن في بيتٍ آمن وإن كان يحتاج إليه بالفعل، وليس للبحث عن مدارس جيّدة في مستواها التعليمي، ولا من أجل رعاية صحية فائقة، بل لأنه يحتاج فقط إلى تكلفة لحشو ضرسه الذي يحرمه من النوم بالليل والهناء في النهار!

هنالك دهشة وحماسة مختلفة تظهر في عيون الكبار عند زيارة أماكن الطفولة، تلك التي كان يسرح فيها خيالهم، في رؤية العالم المرئي بعكس ما كانوا يرونه في الطفولة. حقاً، كيف نستعيد أماكن طفولتنا؟ وأيّ شعور ينتابنا حين ندرك أنها أزيلت من ذاكرة المكان؟