نيقولاي سوركوف

سيكون على الرئيس الأوكراني اختيار الشر الأصغر بين الشرين التاليين: الاستمرار في الحرب، وبالتالي تنامي الاستياء الشعبي، أو الصدام مع الصقور. ولا سبيل أمامه إلا الاختيار، فبه يتعلق نجاح خطة السلام ومصير البلاد.

في ظروف المواجهة مع الغرب، لا تفوّت موسكو فرصة حرمان أميركا من حليف مهم، مثل مصر، أو على الأقل إضعاف موقفها في الشرق الأوسط، ولو قليلا. ومن أجل ذلك، تقدم عروض أسلحة لمصر بأسعار مخفضة.

أظهرت المحادثات التي جرت، الأسبوع الماضي، في موسكو، بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره السعودي، سعود الفيصل، استعداد الكرملين للحديث مع الرياض، وقد اتسم البيان الختامي بالإيجابية.

بشار الأسد، بالنسبة لبراغماتيي الكرملين، أفضل بكثير من "دولة إسلامية". ولذلك، يدافعون عنه، ليس نكاية بالولايات المتحدة الأميركية التي تفضل روسيا علاقات صداقة معها، لو تخلت الأخيرة عن سياستها المتعالية، وراحت تتعاون مع موسكو على أساس من الندية.

تتطور العلاقات الوثيقة بين روسيا وإسرائيل، على المستويين السياسي والعسكري، واقتصادياً، يفيد نائب رئيس الوزراء الروسي، أندريه دفوركوفيتش، بأن حجم التبادل التجاري بينهما يبلغ، اليوم، ثلاثة مليارات دولار، وتأمل موسكو رفعه إلى 3.5 مليارات دولار.

يوضح الكاتب والدبلوماسي والباحث الروسي، نيقولاي سوركوف، موقف موسكو بشأن العدوان الإسرائيلي على غزة، وأسباب تعاطفها مع المنظور الإسرائيلي، ويكتب أن موسكو ترى على الأرجح، أن "المتطرفين" الفلسطينيين جلبوا على أنفسهم وعلى شعبهم الوبال، واستدعوا ردة الفعل الإسرائيلية الانتقامية العنيفة.

سوف تخرج روسيا من الأزمة في شرق أوكرانيا بخسائر كبيرة، تضر بصورتها وسمعتها، فبعد ضم القرم، كان يُنتظر منها خطوات أكثر حزماً في الدفاع عن الروس في أوكرانيا. وسوف يتهم الغرب موسكو بالعدوان، بينما سيتهمها شرق أوكرانيا بالخيانة.