هشام البستاني

حديث الذبابة غير مفهوم، مجرّد إزعاج في الخلفية يشوّش سيل كلام مقدّمي الأخبار، والعيون الأرِقَة المحمرّة الستّ تتأمّل ساقاً ظهرت في الشاشة.

لسنا بحاجة لإثبات إنسانيّتنا للمستعمِر الأوروبي. هو صاحب التاريخ الدموي في الأميركيتين وأفريقيا ومنطقتنا وآسيا، هو صاحب محاكم التفتيش والهولوكوست والقنابل النووية، هو والد العنصرية المُعادي للساميّة الممسوس برُهاب الإسلام.

بقي من الكِتاب أنديةٌ مسمّاة باسمه هدفها الأوّل التعارف، وملء حياة اجتماعيّة بعلاقات تتذرّع بالكتب، خياراتها الرائج والدارج والأكثر مبيعًا والفائز بالجوائز المعقّمة، فيما تجلس المعرفة محشورةً في الزاوية، بعد أن اكتسح فيض السطحيّة والتفاهة والتسلية.

ما الذي تستطيع الثقافة فعله لقضية فلسطين وقضايا الإنسان العربي في مواجهة الاستعمار والاستبداد وإجهاض أحلام الشعوب؟ تساؤل تطرحه "العربي الجديد" على عدد من المثقفين العرب لاستطلاع آرائهم في لحظة فارقة يتحدّد خلالها مستقبل المنطقة العربية ومصير شعوبها.

أدب الخيال العلمي أداة في استشراف وبحث التأثيرات والمتغيّرات لأنّها تضعها داخل الفعل الاجتماعي المُتخيّل، وتقدّمه على مستوىً متاح لجمهور القرّاء من غير المتخصّصين، ومن زاوية لا تكترث لها العلوم، غير المعنية عادةً بالتحوّلات الأخلاقية والاجتماعية والسياسية المصاحبة لفتوحاتها.

ثمّة علاقة غير مطروقة كثيرًا تتعلّق بتأثير السّينما على الكتابة، سواء عبر تأثير مواضيع الأفلام عليها، أو لجهة التقنيّات السينمائيّة الموظّفة للتّعامل مع موضوع الكتابة، ومع الصُّور التي تولّدها، وتَحوّل الاثنين (الموضوع والتقنيّات) إلى مادّة مرجعيّة مؤثّرة في النصّ الأدبيّ.

في مجموعته القصصية الجديدة يغادر الريماوي مواقعه نحو سرد مفتوح على تعدّد التأويلات، والحكاية المرويّة بعدة صيرورات. يبدأ الكتاب بالتباس مربّع الأضلاع بين مؤلف الكتاب محمود، وراوي القصّة محمود، ومضيفه المغربي محمود، وصديق طفولة راوي القصة واسمه محمود أيضاً.

سيقول لك المسمار كم من الذكريات المحنّطة تعلّقت به.. ستقول لك الأشجار كم من الأطفال لعبوا تحتها يوماً. ستقول لك شجرة الرُّمان كم حجرٍ تلقّت لتُسقط ثمارها العالية. الآن تسقط الرُّمانات متعفّنةً من تلقاء نفسها، ولا يلتقطها أحد.

إن كانت الأنظمة قد عملت طوال سنين استلامها "السلطة" على تهميش الثقافة، وإفراغها من مضمونها، وتحويل "المثقف" إلى متسوّل؛ فـ 25 يناير تؤشر إلى بؤس واقعنا الثقافي وبؤس مثقفنا وخوفه من مستقبل لا يستطيع أن يشارك في صناعته.