لم تنته القصّة بعد، لكنّنا نستطيع الآن أن نستجوب لعثمة المُجرِم، وبحّة صوته، وقطرات عرقه المتساقطة على ورقة الكذب أمامه، ونحن نُدرك أنّ مشواره بات قصيراً.
يكاد مظفّر النوّاب، الذي غادر عالمنا اليوم، يكون آخر شعراء السرديات الكبرى العرب. غادر معظم الشعراء القضيةَ الكبرى، وانحازوا إلى الهمّ الشخصي، في حين ظلّ إلى جانب قلّة، متمسّكاً بجسارة الكلمة التي لم تسقط يوماً من حسابات الثورة والقدرة على التغيير.
عبر التحليل والمقابلات، تسعى الباحثة الفلسطينية، في كتابها "الجنسانية: في الهزيمة والانتصار"، إلى تقديم اللغة بوصفها حاضنةً أساسية للنظرة الذكورية التي تحكم المجتمع. نظرةٌ تُبَرّر باعتبارات تاريخية ودينية، ويستسلم أمامها بعض النساء.
لم يتوقف الكيل بمكيالين، في معرض الحديث عن الحرب واللجوء وأهوالهما، لكن ازدواجية خطابات الحرب هذه استعادت برشاقة مثيرة للاستغراب أحاديث عن شرعية المقاومة وإرسال السلاح واستدعاء مقاتلين أجانب، وما انطوى على هذه الخطابات من إعلاء شأن ذلك كله.
لم يكن العام المنقضي محطّ آمال على الصعيد الثقافي في فلسطين المحتلّة. لا خطط جدّية ممأسسة، ولا محاولات رسمية للارتقاء بالحالة الثقافية، إذ لم يتعدّ ما جرى إنجازه هوامش الجهود الفردية أو جهود بعض مؤسّسات المجتمع المدني.
عندما سمعت لأوّل مرّة بالعملاء، كنت طفلاً مارّاً مع والدي من سوق المدينة خلال الانتفاضة الأولى؛ رُفع منع التجوال لساعتين أو ثلاث حتّى يتمكّن الناس من الخروج لشراء مستلزمات الحياة. عملاء؟ يعني يعملون مع الاحتلال، وضدّ مَن؟
تبحث روايات الكاتب التنزاني، الحائز "جائزة نوبل للآداب" قبل أيام، في التناقضات والصراعات الهوياتية الناتجة عن التراث الاستعماري الإشكالي والمعقّد، في إضاءة على التأثير القاسي الذي تحدثه الهجرة في سياق جغرافي واجتماعي جديد.