أسامة غالي

ولد نعيم شريف في بابلَ، أرض الحكاياتِ، وعاشَ على مقربةٍ من مكائدِ الآلهة، أليس هو صاحب كتاب "كلاب الآلهة" ثم تنقّل، كأيّ غريبٍ في بلاده، بينَ مدنٍ أخرى، ثم لم تسع حلمه بلادُ الكوابيس، فغادرَ حاملاً حقائب الحنين والخيبة معاً..

كنتُ، بعد، لم أحضَر الدرسَ الجامعيّ، أزاول الكتابةَ على عَجلةٍ، مأخوذاً بسعادةِ النشرِ، كانت الكتابات تنشرُ في صحفٍ عراقيّة وعربيّة، ولهذا النشر أثره في اتساع مساحة الوهم وتَصديقه. كانت الكتابة قراءة في منجزات أصادفها وأعجب بها،

في الثقافةِ العراقيّة، في حداثتها الفنيّة والأدبيّة، ظهرَ فنانون و مبدعون، وتشكّل في ضوءٍ من هذا توصيف الريادة

حينَ يُذكر رافع الناصريّ تذكرُ مي مظفّر، والعكسُ تماماً، تلازما في الحضور، الإبداعيّ والإنسانيّ، الفنيّ والشعريّ، في الرؤيا والموقف..

يجلسُ وحيداً كعادته، يطالعُ كتاباً أو مجلةً، ويشاهدُ عبر التلفاز كيفَ تداعت أحلامُ الناسِ في المدنِ العربيّةِ، هكذا يقضي يومه ولا شيء آخر..

ماذا ستقرأُ الأجيالُ الجديدةُ في السيرِ الذاتيةِ أو مذكراتِ بعضِ الكتّابِ..؟! الأجيالُ التي أبصرتْ أو ستبصرُ عصرَ الزيفِ وخواءَ الفكرِ وضعفَ الموقفِ..