نظرية المؤامرة

يعمل الجميع في مصر على تأجيل الانفجار الاجتماعي والسياسي، ومحاولة إخراج المشهد بطريقة أقلّ عبثية، تعمل الأجهزة الأمنية والعسكرية المقرّبة للنظام مصرّة على الاتجاه نحو هاوية جديدة مع استمرار العزف على وتر المؤامرات واختراع مشروعات لا وجود فعلي لها.

المُراد من إعلاء نبرة الخطاب السيادي المطلق إظهار رئيس الجمهورية التونسية، قيس سعيّد، في صورة الرجل القوي القادر على مواجهة تحدّيات الداخل وضغوط الخارج، وترويج أسطوانة وجود مؤامرة تستهدف البلد لرصّ الصفوف حول المنظومة الحاكمة.

الساذجون وهم "دعاة" الجهل بالعلوم اهتبلوا كارثة الزلزال يردوا حركة الطبقات التكتونية إلى عدالة السماء. أما الساديون اللئام فهم الذين راحوا يبثون الرعب في القلوب. المأفونون الذين يعتقدون جازمين أن كل أمر في هذا الكون هو من فعل فاعل معروف.

التأطير الإعلامي، عبر التلفون "الذكي"، مقْبل على المزيد، سوف يخلط العقول، كما تختلط أوراق اللعب، حيث أصبح مصدر علمهم بالخبر وإدراكهم وتفطنهم واستخلاصاتهم... يصيغ سلوكهم وتصوّراتهم للحياة، للحكم، ليومياتهم.

لم تندلع عواصف خريف الغضب التونسي هذه المرّة بعد، ولكن البلاد ستعبر، من دون تردّد، فصلا لا يمكن إلا أن يربك السلطة، وسيدفعها إلى ارتكاب مزيد من الحماقات: ليس للسلطة أي حلول، حتى التي لا تكلف شيئا: اعتذار أو توضيح، فضلا عن إجراءات تحلّ المشكلات.