الفترة الانتقالية

رغم من انشغالها بالحرب الظالمة في أوكرانيا، تنتقد موسكو من أسمتهم الراديكاليين في السودان، كي لا يعارضوا، في زعمها، جهود تسوية أزمة السّودان. وتمضي الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات فردية حاسمة، لمن يتردّدون في دعم الطبيعة المدنية لثورة السودانيين.

يبدو أن الجنرالات لا يمسكون بالأمور بعد انقلابهم العسكري في السودان، بالصورة التي تمكنهم من إدارة الدولة وأجهزتها التنفيذية، بل صارت أمور الدولة تدار بما يشبه الانفلات السياسي، وبتسيّب وعشوائية لا مثيل لها. جنرالات الخرطوم باقون متشبثون بكراسي الحكم.

أول خطوة في السودان للربط بين إنهاء الوجود العسكري في السلطة وانتهاء الفترة الانتقالية إزالة التشكيك غير المبرّر في جدوى الانتخابات، وهو تشكيكٌ بدأ قبل الانقلاب بكثير، بتسريب هامس يخيف من انتخابات تعيد حزب المؤتمر الوطني إلى الحكم.

بدا الجنرال في السودان في عجلةٍ من أمره، فسارع بإعفاء سفراء للبلاد في الخارج، قبل أن يُثبّت أقدامه، حاكماً يعفي أو يُعيّن حكومة تنفيذية تتولّى إدارة علاقات البلاد الخارجية، بما يشمل بعد ذلك، إن أراد، تعيين سفراء في الخارج أو في الداخل أو إعفاء سفراء.

غالباً ما تثور الشعوب في لحظة فقدانها الأمل والانكسار مادياً ومعنوياً، أو الشعوب التي عانت من بطش النظام الدكتاتوري، فالسودان الذي عاش تحت حكم العسكر سنوات عجافاً، وتاق شعبه أخيراً للحرية، يبدو أن خروجه من وحل العسكر ضيق جداً وغير مفروش بالورود.