محمود درويش

صمتنا على الجريمة في غزّة وتطبيعنا مع مشاهدها وقصص ضحاياها، وسكوتنا على المتآمرين والمتواطئين والمطبّعين والمبرّرين والمنهزمين ودعاة التيئيس.. مشاركة فيها.

الرعاية الأميركية والغربية المطلقة لإسرائيل، ومساندتها كل مخططاتها الاستعمارية والتدميرية، جعلتا الاحتلال يشعر بقوة استثنائية دفعته إلى تمريغ القوانين في الوحل.

شاهد عمّ ربيع شاحنات الإغاثة المتّجهة إلى أهلنا في غزّة فحمل فاكهته إليها، من دون تفكير، من دون حسابات، من دون توازنات، ومن دون أن يعرف أن "كاميرا" تصوّره.

كانت الدول العربية التي تحكمها أنظمة استبدادية، حديدية، تتعامل مع الحرية الموجودة في لبنان كما لو أنها نقيصة، ولهذا لم تدخر وسيلة لتخريب لبنان إلا وفعلتها.

يموت السوريون في كل مكان ميتاتٍ مرعبة، لكنهم صاروا يموتون فرادى، لا يرافقهم سوى تراكم القهر والحزن واليأس بعد عقد من الموت الجماعي.

"كلما تناولنا طعاماً جيّداً تمكّنّا من القتال بشكلٍ أفضل" هذا ما قاله أحد قادة الاحتلال لمجموعته وهم يطهون طعامهم في مطابخ أهل غزّة التي سرقوا مونتها..

الكاتب الإمعة، القطيعي، اثنان. الأوّل، يعي حقيقةَ مأساتهِ، كلّما وجدَ كاتبًا حرًّا، بينما الثّاني لا يعي حقيقةَ مأساتهِ ومرضهِ، بل يعتبر ذلك انتماءً، شرفا..